عشرات الجهاديين المغاربة والإسبان الذين كانوا يقاتلون في صفوف التنظيم الإرهابي داعش خلال السنوات الثلاث الماضية، يتحولون إلى أكبر مشكل يواجه المخابرات المغربية والإسبانية، بعد سقوط آخر معاقل داعش في سوريا، خاصة وأن مصير هؤلاء الجهاديين يبقى مجهولا في الوقت الراهن. في هذا الصدد، كشفت تقارير أمنية واستخباراتية سرية حديثة سربت صحيفة "دياريو سور" بعض تفاصليها، أن الأجهزة الأمنية الإسبانية، ترى أن المشكل يتجسد في عشرات الجهاديين المغاربة والإسبان الذين لا يزالون على قيد الحياة بعد سقوط داعش، مبرزة أن بعضهم لديهم علاقات بالمدينتين المحتلتين سبتة ومليلية. وأضافت أن هؤلاء الجهاديين المغاربة والإسبان الذين "يختبئون في أماكن غير معروفة"، ينضافون، كذلك، إلى عشرات الجهاديين الذين لا تستطيع عناصر الاستعلامات والاستخبارات "التأكيد أنهم كانوا يتواجدون في سوريا والعراق". وتكشف قاعدة بيانات نظام تنسيق عمليات محاربة الإرهاب التابعة للمخابرات والشرطة والحرس المدني الإسباني، أن الجهاديين المغاربة والإسبان الذين كانوا يقاتلون خلال السنوات الأخيرة بسوريا، "متطرفون جدا وتلقوا تدريبات عالية جدا". تقارير المخابرات الإسبانية تكشف أنه إلى حدود نونبر الجاري، سافر إلى سوريا والعراق انطلاقا من إسبانيا 222 جهاديا، مبرزة أن المغاربة يشكلون أغلبية المقاتلين الأجانب. وتوضح التقارير ذاتها أن 47 من هؤلاء الجهاديين الإسبان والمغاربة قتلوا في سوريا والعراق، فيما عاد 34 منهم، في المقابل لا يعرف مصير 141 منهم. مصادر مغربية وغربية مطلعة، كشفت ل"أخبار اليوم"، أن منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الأنتربول)، سلمت مختلف الأجهزة الأمنية الأوروبية مذكرة تحذر من 800 جهادي من مختلف الجنسيات، من بينهم مغاربة من مزدوجي الجنسيات، تمكنوا في الشهور الأخيرة من الهروب من سوريا إلى تركيا ومنها إلى بلدانهم الأصلية وأوروبا. عبد الرحمان المكاوي، الخبير المغربي في الشؤون الأمنية والعسكرية، أوضح ل"أخبار اليوم"، أن تحذيرات المخابرات الإسبانية من خطر إمكانية عودة عشرات المغاربة والإسبان الفارين من سوريا جدية. وأضاف أن التخوفات الإسبانية قد تكون مبنية على المذكرة التي توصلت بها من "الأنتربول". ويرجح المكاوي أن يكون مصدر المذكرة الحديثة التي عممتها الأنتربول، هو المخابرات البريطانية التي أشارت إلى أن مئات الجهاديين خرجوا رفقة أسرهم من سوريا. المساوي العجلاوي، الخبير المغربي في قضايا الإرهاب، أوضح أن خطورة الجهاديين المغاربة الذين قد يعودوا من سوريا إلى ليبيا أو أوروبا أو المغرب تبقى قائمة، إذ أن البعض منهم قد يبقى محافظا على أفكاره المتطرفة، وقد ينتقل إلى تنفيذها على أرض الواقع في أي لحظة. وكان تقرير قدمه عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، للنواب البرلمانيين بداية هذا الشهر، أوضح أن عدد المغاربة الذين يقاتلون في صفوف الجماعات الجهادية في مناطق النزاع بلغ 1699 مغربيا، من بينهم 293 امرأة و391 طفلا. وأضاف أن عدد المغاربة الذين يقاتلون في صفوف داعش وصل إلى 929 مغربيا، غير أن 596 مغربيا لقوا حتفهم في مختلف مناطق النزاع، في المقابل عاد 213 منهم إلى المملكة. مصير الجهاديين المغاربة لازال يقلق الاستخبارات العالمية، لاسيما وأن صحيفة "الكوفدينثيال" الإسبانية نشرت بتاريخ 18/08/2014 معلومات تفيد بأن 1221 مغربيا انتقلوا من المملكة صوب سوريا والعراق للقتال في مختلف الجماعات الجهادية هناك، علاوة على 2000 مقاتل من أصول مغربية يحملون جنسيات أوربية مختلفة. في ما تتحدث وزارة الداخلية المغربية عن سفر 1699 مغربيا إلى مناطق النزاع، فيما عدد العائدين والقتلى لا يتجاوز 809 فرد، أي أن عدد الجهاديين المغاربة الذين سافروا من المغرب أو أوربا صوب مناطق النزاع من الذين لا يعرف مصيرهم، يصل إلى 2890 جهاديا من أصول مغربية.