بعد احتجازهم فيه منذ أزيد من أسبوع، تحول فندق الريتز كارلتون الفخم في العاصمة السعودية الرياض، إلى جحيم للأمراء والوزراء ورجال الأعمال السعوديين المحتجزين بداخله. وكشفت صحيفة "ميدل إيست آي"، في مقال لها نشرته نهاية الأسبوع الجاري، عن تعرض الأمراء ورجال الأعمال المعتقلين لمعاملة سيئة، تمثلت في تعرضهم للضرب والتعذيب، خلال مراحل اعتقالهم واستجوابهم. وجاء في التقرير الذي أعده الصحافي البريطاني ديفيد هيرست، أن بعض الشخصيات الكبيرة التي طالتها حملة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تعرضت لمعاملة وحشية، جراء عمليات تعذيب تعرضوا لها وسببت لهم جروحا أصابت أجسامهم. ولفت التقرير إلى أن بعض الشخصيات المعتقلة، اختصت بالمعاملة الأكثر وحشية في "الفندق المعتقل"، فعانى هؤلاء إصاباتٍ جسدية ناتجة عن أساليب التعذيب التقليدية، غير أنها إصابات لم تطل الوجه، حتى لا تظهر عليهم أي علامات مادية جراء تعذيبهم حين يظهرون علناً مستقبلا. الموقع اعتمد على شهادات من أفراد داخل البلاط الملكي، صرحوا له بأن نطاق الحملة، التي تؤدي إلى اعتقالات جديدة كل يوم، أكبر كثيرا مما اعترفت به السلطات السعودية، وذلك مع وجود أكثر من 500 مُحتجز وضعف هذا الرقم ممن يجري استجوابهم. وتعرض بعض المعتقلين للتعذيب من أجل الكشف عن تفاصيل حساباتهم المصرفية. وأضاف الموقع البريطاني أنه ليس بإمكانه الكشف عن تفاصيل مُحدَّدة بشأن الإيذاء الذي تعرَّضوا له من أجل حماية سرية مصادره. وتخلق حملة التطهير، التي تأتي في أعقاب جولة سابقة استهدفت رجال دين، واقتصاديين، وشخصياتٍ عامة، حالةً من الذعر في العاصمة السعودية الرياض، خصوصا في أوساط أولئك المرتبطين بالنظام القديم للملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي توفي في عام 2015، ثم انتقلت السلطة آنذاك إلى أخيه غير الشقيق الملك سلمان. ويخشى الكثيرون أن الهدف الأساسي للحملة هو أنها تحرك من بن سلمان لضرب منافسيه كافة داخل وخارج عائلة آل سعود قبل أن يحل محل والده البالغ من العمر 81 عاما. ورغم إطلاق سراح 7 أمراء من فندق الريتز- كارلتون بالرياض، حيث كان يجري احتجازهم منذ السبت الماضي، إلا أن وكالة رويترز أكدت على أن حسابات ولي العهد المعزول، الأمير محمد بن نايف، الذي لا يزال قيد الإقامة الجبرية، قد جمدت، واعتقل أيضا أبناء سلطان بن عبد العزيز وجمدت حساباتهم. ووفقا لصحيفة "ميدل إيست آي،" فإن من بين المعتقلين أيضا ريم، ابنة الوليد بن طلال، وهي المرأة الوحيدة التي استهدفت في الاعتقالات الأخيرة. وحسب المصدر ذاته، فلا زالت الصدمة من الحجم الذي اتخذته الاعتقالات في صفوف كبار رجال الدولة تخيم على الأوساط السعودية، حيث كان آخر حادث بهذا الحجم، هو الإطاحة بالملك سعود من جانب أخيه الأمير فيصل في عام 1964، وفي مرحلة ما من تلك القصة الطويلة، أمر الأمير فيصل الحرس الوطني بمحاصرة القصر الملكي، لكن لم يجرِ التشهير بالملك نفسه قط.