لم يكن طريق الوداد معبداً للوصول إلى مباراة نهائي "تشامبيونز ليغ" الإفريقية، فالمنافسات القارية تعرف ندية كبيرة بين أبطال القارة السمراء، إضافة إلى صعوبات السفر، ومتاعبه بين أبرز مدنها. الوداد وبقيادة المدرب الحسين عموتة، استهل مشواره في دوري أبطال إفريقياً من الدوري الثاني، أمام مونانا الغابوني، وبفوز عن طريق ركلات الحظ، التي ابتسمت لممثل الكرة الوطنية، ليضمن الوداد بطاقة العبور إلى دوري المجموعات. قرعة حارقة.. والأهلي أبزر المنافسين لم تكن قرعة دور المجموعات رحيمة برفاق صلاح الدين السعيدي السعيدي، فقد جمعت (القرعة) الفريق المغربي، والأهلي المصري، صاحب الرقم القياسي في الفوز باللقب، والقطن الكاميروني، وزاناكو الزامبي. لكن عزيمة رجال الحسين عموتة، وتشبثهم بالدفاع عن حظوظهم باللقب القاري الغالي، إضافة إلى الدعم الجماهيري "المرعب"، منحا الثنائي العربي مكاناً بربع النهائي أمام أحد عمالقة القارة السمراء، صن داونز الجنوب إفريقي. ركلات الحظ.. وجمهور يرعب المنافسين ولعل أبرز المباريات، التي ستبقى راسخة في ذهن أنصار "وداد الأمة"، تلك التي جمعتهم بصن داونز، على أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله. وعلى الرغم من التخوفات من أرضية الملعب، وأيضاً ظروف نقل المواجهة خارج "كازابلانكا"، إلا أن الجماهير ساندت اللاعب رقم 12، وشجعته، وضغطت على الخصم، خصوصاً وأن الوداد كان منهزماً في لقاء الذهاب بهدف نظيف. واستطاع السعيدي في دقائق المباراة الأولى من تسجيل هدف التعادل للكتيبة الحمراء، التي دافعت عن النتيجة إلى نهاية الوقت الأصلي، ليعود التشويق عن طريق ركلات الحظ، فخفقت القلوب، ووقف أزيد من 40 ألف مناصر لمتابعة اللحظات الأخيرة من مباراة كبيرة، قدمها الفريق. بداية ضربات الترجيح لم تكن موفقة بالنسبة إلى الوداد، فأمين العطوشي أهدر أولها، لكن الحارس زهير العروبي استطاع إنقاذ مرماه، وضغط الجماهير على لاعبي الخصم شتت تركيزهم، ليضيعوا ثلاث محاولات أمام ذهول المدرب، هذا الأخير قال بالحرف خلال الندوة، التي تلت اللقاء: "جمهور الوداد حرمنا من الفوز". نصف نهائي ملغوم.. ومباراة مغاربية أمام اتحاد العاصمة الجزائري لم يكن خصم الوداد في مباراة النصف، سوى الجار اتحاد العاصمة الجزائري، لقاء مغاربي بطعم خاص، علماً أن الحسم تم تأجيله إلى لقاء الإياب في ملعب محمد الخامس، بعد أن استولى البياض على نتيجة لقاء الذهاب بين الطرفين، في ملعب 5 جويلية. "دونور" أو مابات يعرف بملعب الرعب داخل الأوساط الرياضية، استقبل جماهير اتحاد العاصمة على طريقته الخاصة، فعلى الرغم من برود العلاقات الديمبلوماسية بين الجاريين، إلا أن الشعبين أوصلا رسالة راقية إلى من يهمهم الأمر في "المغرب والجزائر خاوة ..خاوة". أما على أرضية الميدان، فإن اتحاد العاصمة فرض إيقاعاً سريعاً على الوداد، منذ الدقيقة الأولى من المواجهة، وشن هجمات منظمة لاختراق الجدار الدفاعي، لكن الهدف المبكر لوليد الكرتي امتص شيئاً من قوة الخصم. الجماهير الودادية خلقت الحدث مرة أخرى، وظلت تردد الأهازيج تارة، وصافرات لتشتيت تركيز لاعبي الاتحاد تارة أخرى، فكان الفرج في أقدام اللاعب الشاب أشرف بنشرقي في الدقيقة 54 من المواجهة، ليضيف أبناء عموتة ثاني الأهداف. وعلى الرغم من تقدم الفريق البيضاوي، إلا أن اتحاد العاصمة لم يستسلم أبداً، وبادر في أكثر من مرة، لينجح في خطف هدف مباغق، بعد عشر دقائق تقريباً.. لكن "النجم رقم 17" عزف لحن التأهل بهدف قاتل في الدقيقة الأخيرة. الوداد والأهلي.. صدام جديد ومن صدف دوري أبطال إفريقيا هذا الموسم، أن الوداد سيلاقي الأهلي المصري في مباراة النهائي، وهو الخصم، الذي واجهه بدور المجموعات، وأرغمه على الانحناء في ملعب محمد الخامس. كتيبة عموتة حطت الرحال، مساء أمس الأربعاء، في الإسكندرية مرفوقة بوفد رسمي يترأسه سعيد الناصيري، وعدد من رجال ونساء الإعلام. فهل يستطيع الوداد كسب الرهان، والخروج بأقل الأضرار في لقاء الذهاب، الذي سيحتضنه ملعب برج العرب في الإسكندرية، بعد غد السبت؟