تعمل الحكومة الاميركية على تطوير مانع حمل للرجال يقول علماء انه سيكون اختراقاً مهماً في مجال الصحة العامة. وتعتزم وكالة المعاهد الوطنية للصحة الشروع باقناع متزوجين للمشاركة في اختبار هلام (جل gel) يُستخدم على كتف الرجل. ويضم الهلام الجديد هرمون البروجستين الذي يمنع الخصيتين من إنتاج هرمون التستوستيرون على مستوى يدعم إنتاج الحيوانات المنوية. كما يحوي الهلام هرمون التستوستيرون للحفاظ على مستوى الدم في الحدود الطبيعية ومنع حدوث اختلال هرموني يمكن أن يسبب آثاراً جانبية. وسيكون إيجاد مانع حمل للرجال تطوراً بالغ الأثر رغم أن علماء لا يتوقعون أن يكون له التأثير الهائل الذي أحدثه تطوير حبوب منع الحمل قبل عقود. ويتوقع العلماء أن يخفض المانع الجديد عدد حالات الحمل غير المقصودة ويمكّن الرجل من التحكم بخصوبته على نحو أفضل والمرأة من التوقف عن استخدام طرق منع الحمل التقليدية. عقبات وكانت المساعي الرامية الى تطوير مانع حمل للرجال تعثرت بسبب عدم اهتمام الشركات الصيدلانية الكبرى بمثل هذا المشروع. وانتهى اختبار سريري واسع قبل سنوات في وقت مبكر لأن بعض المشاركين أُصيبوا باكتئاب واضطرابات مزاجية. ومن المتوقع ان يستمر الاختبار السريري الذي تخطط له وكالة المعاهد الوطنية للصحة في الولاياتالمتحدة ثلاث سنوات. وفي حال النجاح سينتقل العلماء إلى اختبار آخر. ويعني هذا أن طرح مانع حمل للرجال في الأسواق ما زال يبعد سنوات إن لم يكن عقوداً. وأُجريت دراسة استمر ستة أشهر استخدم خلالها رجال هلام البروجستين على بطونهم وعلاجاً تجارياً متوفراً يحوي هرمون التستوستيرون على أكتافهم. واكتشف الباحثون أن الهلام يقمع انتاج الحيوانات المنوية بعد شهرين من الاستعمال. وانخفض عدد الحيوانات المنوية الى أقل من مليون في المليلتر ، وهي الحافة المعتمدة لمنع الحمل. ونُشرت النتائج في عام 2012. إعادة تركيب المادة واراد الباحثون تيسير العملية فأعادوا تركيب المادة بجمع الهرمونين في هلام لا يتطلب إلا دعك ملعقة شاي منه على كل كتف. واختبروا المنتوج الجديد على 25 رجلا في دراسة استمرت مدة شهر. وتكلل الاختبار بالنجاح. وكانت الآثار الجانبية الوحيدة ظهور حب الشباب بدرجة طفيفة. الآن يخطط الباحثون اختبار الهلام على 420 زوجاً وزوجة في تسعة مواقع متوزعة على اربع قارات. وسيبدأ الرجال استخدام الهلام كل يوم فيما تواصل زوجاتهم استخدام المانع المعتاد. وحين ينخفض عدد حيامن الرجال الى المستوى المطلوب يتوقف الزوجان عن استخدام أي مانع آخر. ويدعو بعض الخبراء الى طرق غير هرمونية لتطوير مانع حمل للرجال. ومن هذه الطرق التي تُدرس الآن كبح قدرة الحيوان المنوي على تخصيب البويضة أو تعطيل حركته أو التدخل في عملية انتقال الحيوانات المنوية بإيحاد انسداد في القناة الناقلة التي تمر بها الحيوانات المنوية قبل ان تصل الى الإحليل (مجرى البول) دون حاجة الى جراحة. ويقول دعاة هذه الطريقة ان المانع الهرموني قد تكون له آثار جانبية ويمكن ان يحتاج الى اشهر قبل ان يبدأ مفعوله ويتطلب اختبار عدد الحيوانات المنوية. واشار آرون هاملين رئيس مبادرة مانع الحمل للرجال الى ان ثلاث شركات على الأقل تعمل على إيجاد طرق لسد القناة الناقلة. وان القضية المتبقية هي امكانية ازالة الانسداد والعودة الى الحالة السابقة.