أثارت قصة متشرد مغربي، مصاب بمرض السرطان في مراحل متقدمة، ويتمنى قضاء ما تبقى من أيامه وسط أحبابه وأهله بالمغرب، اهتمام وسائل الإعلام الإيطالية، في الأيام القليلة الماضية. وأطلق متطوعون من الصليب الأحمر وفعاليات جمعوية بإيطاليا، وبمدينة مونزا ضواحي ميلانو، حملة تحت شعار "حتى لا تقتله البيروقراطية"، وبدؤوا يسابقون الزمن بحثاً عن حلول لأجل تحقيق أمنية المتشرد المغربي، في الموت بين أحضان أسرته ببلده الأصلي. واصطدم الشبان المتطوعون بعدة عراقيل إدارية وبيروقراطية، لاسيما وأن المتشرد المعروف في المدينة باسم "سام" لا يتوفر على أية وثيقة هوية، ويعيش حياة التشرد في تلك المنطقة منذ 30 عاما. وقضى "سام"، البالغ من العمر 62 سنة، عشرات السنين فوق جسر سان روكو، بنفس المدينة، ويحتمي ببيت قصديري، عندما يسقط المطر وعندما يشتد صقيع الشتاء، ورغم أن السلطات البلدية اقترحت عليه الانتقال الى مؤسسة اجتماعية تابعة لها إلا أنه رفض. ويعتبر العجوز "سام" شخصاً محبوباً وسط سكان مدينة مونزا، يحضى باحترام الجميع، لأنه متشرد "لطيف ووديع"، يقتات مما يجود عليه به المارة، لا يؤذي أحداً، وكان بين الفينة يتلقى زيارات من أعضاء الصليب الأحمر، الذين يقومون بمده بوجبات غذائية ويفحصونه بصفة دورية، كما أنه يحضى بزيارة رئيس الصليب الأحمر شخصياً، والذي يأتيه في كل زيارة بالغذاء من أحد المطاعم المجاورة. وبعد أن اشتد عليه المرض، ترك أغراضه البسيطة فوق الجسر مكرهاً، لأن المرض فرض عليه ملازمة فراشه بمستشفى سان جيراردو، بمونزا. وبعدما أبدى رغبة في مغادرة إيطاليا والتوجه للمغرب، جمع متطوعو الصليب الأحمر مبلغاً مالياً يغطي تذكرة سفر "سام" ومصاريف سفره، كما أجروا عدة اتصالات سواء بالقنصلية المغربية بمدينة ميلانو وبالسفارة المغربية بمدينة روما، وذلك للاستفسار عن طريقة للحصول على وثائق هوية تتيح له السفر جواً إلى المغرب. وصباح أمس الاثنين، تلقى المسؤولون بمدينة ميلانو اتصالاً من السفير المغربي حسن أبو أيوب، يعدهم بتسريع الأمر، وبعثت السفارة أحد موظفيها لرفع بصماته وتحديد هوته انطلاقاً من سجلات الأمن المغربي، حتى تهيء له جواز السفر الذي ينتظره الشبان المتطوعون ليرافقوا صديقهم "سام" حتى المطار ليودعوه هناك.