بعد الهزة التي خلفتها عملية فك أكبر شبكة للاتجار في الكوكايين والقادم من فنزويلا كان يديرها مغربيان من داخل سجن بالمملكة، وحجز أزيد من طنين من "الغبرة"، خرجت إلى العلن فضيحة أخرى، أحدثت زلزالا قويا بإدارة مراقبة التراب الوطني، وذلك عقب اعتقال أحد مفتشيها الأسبوع ما قبل الأخير، بتهمة تسريب معلومات حساسة لشبكات متورطة في الاتجار الدولي للمخدرات، والذين ينشطون بعدد من المدن المغربية، وعلى رأسها مدينة الناظور، حيث علمت "اليوم24" من مصدر قريب من التحقيق، وفي تطور جديد ومثير لهذا الملف، بأن مفتش "الديستي" والقابع بسجن "بوركايز" ضواحي فاس، مثل يوم أمس الاثنين أمام قاضي التحقيق بالغرفة الأولى والمتخصص في جرائم الأموال. وأضاف نفس المصدر، أن قاضي التحقيق بغرفة جرائم الأموال بفاس، حدد لرجل الأمن المعتقل، جلسة الثلاثاء المقبل، للاستماع إليه تفصيليا في التهم الجنائية الثقيلة الموجهة إليه، والتي تخص "إفشاء السر المهني مقابل رشاوي تلقاها من "بارونات مخدرات"، حيث تنتظره بحسب مصادر "أخبار اليوم" جلسة مواجهة حامية مع "بارون مخدرات" ينحدر من مدينة الناظور، والذي اعتقلته عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية بتعاون مع "الديستي" بمدينة إفران، خلال وجوده بإحدى الفنادق بالمدينة. وورد اسم "بارون" المخدرات من الناظور، ضمن لائحة آخر الاتصالات الهاتفية التي أجراها مفتش "الديستي" معه، قبل اعتقاله من قبل زملائه بمديرية مراقبة التراب الوطني بمدينة العيون، والتي كان رجل الأمن يقضي فيها عطلته. وأظهرت المعطيات حول المكالمة الهاتفية التي أسقطت مفتش" الديستي"، البالغ من العمر 34 سنة، ينحدر من مدينة "تارجيست" بالحسيمة، ويعمل بمصلحة الاستعلامات بتمارة، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، مما مكنه من الاطلاع على كل المعلومات المتعلقة بعمله في مجال الاستعلام والأمن، حيث نسج علاقات مع شبكات متورطة في الاتجار الدولي للمخدرات، وكان يمدهم بمعلومات دقيقة حول تحركات عناصر الأمن، قبل أن يسقط في يد زملائه خلال تنصتهم عليه، وهو يخبر "بارون المخدرات" المعتقل بإفران، بأن العملية التي يهيئ لها لتهريب 5 أطنان من المخدرات من أحد شواطئ الناظور قد تم كشف ترتيباتها وتفاصيلها من قبل مديرية مراقبة التراب الوطني، مما عجل باعتقاله خلال وجوده بمدينة العيون، وبعده وضعت الشرطة يدها على "بارون المخدرات" بإفران، حيث نقلا المتهمان إلى فاس وأحيلا على الوكيل العام للملك. هذا ولم تنكشف بعد كل كواليس فضيحة مفتش "الديستي" المتورط في تسريب معلومات أمنية في غاية من السرية لشبكات التهريب والاتجار الدولي في المخدرات، حيث ماتزال أبحاث المحققين تتواصل لفك لغز هذه الملف الثقيل، والذي تورط فيه عنصر من "الديستي"، خصوصا أن المعلومات السرية والتي وصفتها مصادر"اليوم24" بالخطيرة والمهمة، أسقطت حتى الآن "بارون المخدرات" من الناظور، والذي تلقى آخر مكالمة من مفتش "الديستي" قبل اعتقاله بمدينة العيون، فيما ينتظر أن تكشف أطوار التحقيق معه، والتقارير المنجزة على هاتفي المتهمين، عن مزيد من التفاعلات، قد تطيح بمتهمين آخرين، خصوصا أن مفتش "الديستي"، كشف للمحققين عند توقيفه بأنه كان يتلقى عمولة مالية عن كل تسريب للمعلومات الأمنية لفائدة تجار المخدرات، تتراوح ما بين 30 و40 ألف درهم، حيث يُعول المحققون على جلسة المواجهة يوم الثلاثاء المقبل بمكتب قاضي التحقيق بغرفة جرائم الأموال، للوصول إلى لائحة تجار المخدرات والذين كان يتعامل معهم رجل الاستخبارات قبل اعتقاله.