قال أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ، إن "العلاقات المغربية المصرية تحددها طبيعة البلدين الزراعية حول النيل، وأنهار المغرب، وتشابه في مرجع الوعي واللاوعي الأدبي، كما تجمعهما وقائع تاريخية وأحداث ساهمت في توطيد الأواصر والأوشاج بين البلدين". وأشار التوفيق خلال ندوة نظمتها السفارة المصرية ومركزها الثقافي بالمغرب إلى أن إلى هذه العلاقات والوشائج تبدو بارزة كالشمس، ولكن "النظر إليها يعود بصاحبه في بعض الأحيان حسيرا". ودعا إلى الرقي بالعلاقات المغربية المصرية إلى مستوى التبادل الحقيقي، المبني على التشارك في العطاء، والكف من اعتبار المغرب بلدا مستهلكا للثقافة، ومصر منتجة له. وأوضح التوفيق أن المغاربة ساهموا في بناء مصر الحديثة، وكان لعلماء المغرب وفقهائها تأثير كبير عليها، مشيرا إلى أن شيخ الأزهر الحالي أحمد الطيب الحساني مغربي الأصل، وبعض مشايخ الأزهر من أصول مغربية. وأكد التوفيق أن علاقة البلدين بدأت قبل كليوباترا، المعاصرة للسيد المسيح، وأن المغرب كان له حضور ثقافي وروحي ومعماري في دلتا النيل منذ العصور القديمة، كما كان لمصر دور كبير في مناهضة الاستعمار، وفي نقل الإسلام إلى المغرب، وفي حماية المولى إدريس الأول . ومن جهته تحدث الكاتب والروائي المصري جمال الغيطاني عن المغرب من زاويته الشخصية، حيث قال إن المغاربة ليس لهم حضور فقط في القاهرة، بل تأثير عليها، لأنهم ساهموا في التدريس بالأزهر، ونشر ثقافة التصوف والرحلة، وغيرها من العلوم والمعارف، كما ساعدوا مصر في حربها مع نابوليون بونابارت، وفي حرب أكتوبر، منوها بشراستهم في القتال، وصبرهم الكبير. وخلص الغيطاني إلى أن العلاقة بين المغرب ومصر "أقوى مما نتصور، فمصر محمية بالمغاربة"، في إلى إشارة إلى السادة والأولياء المغاربة الموجودين في كل مناطقها، وعلى رأسهم الشيخ أحمد البدوي، منوها بالعديد من المدن المغربية التي زارها وبالعمارة المغربية الأندلسية في فاس، وشفشاون، واعتبر أن مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء يعد "مجمع البحرين"، لأنه يضم جميع فنون العمار.