في الوقت الذي تعهد فيه محمد حصاد، وزرير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بتنفيذ عدد من الاجراءات والقرارات قبل الدخول المدرسي الجديد، كشفت جماعة العدل والإحسان، من خلال قطاعها النقابي، أن جل المواعيد والالتزامات التي التزمت بها الوزارة الوصية تأخرت عن موعدها. وأوضحت الجماعة أن وزارة حصاد تأخرت في "إنهاء مختلف تدابير الدخول المدرسي في متم شهر يوليوز، والحسم في استكمال البنيات التربوية والمادية، مضيفة، من خلال قطاعها النقابي المهتم بالتربية والتعليم، أن الوزارة الوصية تأخرت أيضا في تجهيز المؤسسات بالطاولات والسبورات، وطبع وتفعيل عدة القرائية، فضلا عن تأخرها قي مراجعة المناهج وطبعها في الآجال المحددة. وتابعت الجماعة أن وزارة حصاد تأخرت أيضا في انطلاق خدمات الإطعام والداخليات، وفِي توزيع مليون محفظة. وردا على الزيارات الميدانية التي قام بها حصاد لعدد من المؤسسات التعليمية قبل انطلاق الموسم الدراسي للوقوف على إصلاح وتجهيز هذه المؤسسات وحجراتها، لفتت الجماعة إلى أن الإصلاحات التي تمت "شكلية فقط" وتم "الاكتفاء بتلميع الواجهات، وهدر الجهود والموارد في الترميم والترقيعات عوض التصدي للإشكالات الحقيقية والاختلالات العميقة للمنظومة، وفي مقدمتها الارتقاء بالموارد البشرية، تكافؤ الفرص وتحقيق العدالة المجالية، وحكامة المنظومة، وضمان جودة التعلمات ووظيفية المناهج. ونبهت الجماعة إلى أن وزارة حصاد عملت على "تكليف الأساتذة المتعاقدين بمستويات متعددة وبأقسام مشتركة، في غياب التكوين البيداغوجي والديداكتيكي إلا سويعات عجاف اعتمدت فيها "بيداغوجيا الحشر"! مما ستكون له انعكاسات خطيرة على مستوى الأداء المهني وجودة التعليم"، بتعبير البيان ذاته. واتهمت ذات الهيئة وزارة حصاد "بالتلكؤ الكبير في تنزيل مشاريع الرؤية الاستراتيجية، وفي مقدمتها تجديد النموذج البيداغوجي، وتجديد المناهج الدراسية، وتأهيل الموارد البشرية، والإنصاف المدرسي. واعتبرت أن "تنزيل مسالك الباكالوريا المهنية والدولية، والمسالك الجامعية للتربية، طبعه الارتجال". وأشارت إلى أن الدخول المدرسي الجديد "فضح مخطط فرنسة التعليم وضرب التعريب، وضرب المجانية". واتهمت الجماعة وزارة حصاد "بالتغاضي عن مجموعة من الاختلالات والخروقات التي يعرفها التعليم الخصوصي، والتمكين للوبيات الريع التعليمي من جيوب المواطنين، عبر الارتفاع الصارخ لرسوم التسجيل والتأمين، والغلاء الفاحش للكتب المدرسية المستوردة". وكان حصاد أكد أن اهتمام وزارته سينصب بالأساس على التعليم الأولي خلال الدخول المدرسي الجديد. وأشار في لقاءات متفرقة، قبل الدخول المدرسي، أبرزها بالبرلمان بغرفتيه، إلى أنه ابتداء من الموسم المقبل سيكون بإمكان الأطفال الذين يتوفرون على خمس سنوات ونصف التسجيل في التعليم الابتدائي، وسيتم طبع العدة الديداكتيكية الخاصة بهم. وشدد على أنه سيتم اعتماد اللغة الفرنسية في السنة الأولى ابتدائي، بمعدل ساعتين، وسيتم العمل على تطوير تدريس اللغة بالمستوى السادس والخامس ابتدائي حيث سيتم إخراجه من طابعه الأكاديمي إلى استعمال مصطلحات تنهل من الحياة العادية للتلميذ. وتعهد وزير التربية الوطنية بتقليص عدد التلاميذ داخل القسم. وقال إنه ابتداء من السنة المقبلة لن يتعدى عدد التلاميذ في القسم 30 تلميذا بالنسبة للتعليم الابتدائي، وستشتغل الأطر التربوية مع المفتشين لمراجعة مناهج التكوين، التي لم تحين منذ 15 سنة.