في واقعة وفاة مأساوية هزت سكان "قرية با محمد" ومعهم قاطنو تجزئة سكنية بمدينة فاس، عثرت مصالح الأمن، ليلة السبت، على جثة شخص لقي حتفه في بيته، الكائن بتجزئة "مولاي ادريس" بحي واد فاس، في وضعية تحلل متقدمة، إذ يرجح أن واقعة الوفاة ترجع لأيام قبل عيد الأضحى. وكشف مصدر مقرب ل"اليوم24″ أن اكتشاف واقعة وفاة الشخص، الموظف بالثانوية التأهيلية "ابن خلدون" بقرية با محمد ضواحي تاونات، سببها انبعاث رائحة نتنة من بيت الهالك، وهي الرائحة نفسها التي انبعثت منه قبل عيد الأضحى بثلاثة أيام، لكن مناسبة العيد، يؤكد المتحدث، أجلت الانتباه للواقعة، بعدما ساد الاعتقاد بكون الروائح مصدرها جلود الأضاحي، وكذا مخلفات الذبح هنا وهناك. وأضاف المصدر أن أطرافا اتصلت بأخ صاحب البيت، لاستفساره عن سبب غيابه، وعدم تردده على محل سكناه، ليحضر الأخ في الحين، لكن الجيران منعوه من اقتحام المنزل، وربطوا الاتصال بمصالح الأمن، حيث حلت عناصر الشرطة بعين المكان، وقامت باقتحام الشقة التي كان الهالك يقطنها وحيدا، لتكون المفاجأة الصادمة، جثة، وجدت في وضعية جلوس أمام شاشة التلفاز، مما يوحي بكون الهالك توفي قبل هذا التاريخ، وبالتحديد، حسب المصدر نفسه، قبل حلول يوم عيد الأضحى، والروائح التي كانت تنبعث من الشقة السكنية، والتي أدخلت الشكوك لطى الجيران، لم تكن سوى روائح الجثة المتحللة للموظف بإدارة ثانوية "ابن خلدون" بدائرة قرية با محمد. وحول عدم إمكانية اتصال الجيران بأحد المقربين من الهالك، في اللحظة التي استشعروا غيابه عن شقته، أوضح المصدر أنه لا أحد من القاطنين بجواره يعرف عائلته، مما زاد الأمر غموضا، وأيضا تخوفا من الاقتراب من الشقة، في غياب الجهة الأمنية المختصة، منبها إلى أن هناك من تفطن لتغيب الموظف الهالك أثناء توقيع محضر الالتحاق بداية الموسم الدراسي الجديد، مما يفترض أن تكون إدارة الثانوية التأهيلية قد أبلغت المديرية الإقليمية بهذا الشأن، للبحث في أسباب التغيب ودوافعه. وفاة الموظف، الذي كان يشغل مهمة مساعد إداري، في ظروف وأسباب مجهولة، وصفها إطار تربوي بدائرة قرية با محمد ب"المأساة الإنسانية"، بالنظر إلى طريقة وفاته، والوضعية التي وجد عليها، حيث يرجح أن تكون واقعة الوفاة حصلت منذ 15 يوما، ونظرا لكونه كان يعيش حياة العزوبية وحيدا، وعلاقته بالجيران ومحيط عائلته كانت فاترة، كل ذلك أجل اكتشاف جثته. إلى ذلك، نقلت جثة الموظف إلى مستودع الأموات، فيما فتحت مصالح الأمن تحقيقا في الواقعة، للوقوف على الأسباب الحقيقية للوفاة.