أقدم والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، محمد اليعقوبي، على إعفاء كاتبه العام، عبد الكريم قبلي، من منصبه عشية يوم عيد الأضحى، وعين مكانه رئيس الدائرة الأولى أوداداس، في قرار مفاجئ يكتنفه الكثير من الغموض، خاصة أنه استبق حركة انتقالية رسمية مرتقبة في صفوف رجال السلطة بعمالة طنجة-أصيلة. وفي الوقت الذي روجت جهات مقربة من الوالي اليعقوبي أن القرار اتخذ طابعا عقابيا على تقصير الكاتب العام في تدبير مرفق النظافة يوم عيد الأضحى، استبعدت مصادر حسنة الاطلاع هذه الأسباب، لأن التقارير التي توصلت بها ولاية طنجة، من طرف مسؤولي الإدارة الترابية، لم تتضمن أي مؤاخذات حول عملية جمع مخلفات أضاحي العيد. وزاد الأمر غموضا عندما استدعت الولاية مسؤولي المجالس المنتخبة، وممثلي شركتي النظافة، وقياد المقاطعات والدوائر الترابية، إلى اجتماع عاجل، مساء ثاني أيام العيد، لمناقشة حصيلة تدبير قطاع النظافة يومي العيد، قبل أن يفاجؤوا بإلغاء اللقاء في آخر لحظة. يذكر أن عبد الكريم قبلي، القادم من منصب باشا في مدينة مكناس، عين على رأس الكتابة العامة لولاية جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، في فبراير سنة 2014، خلفا لمصطفى الغنوشي، وكان بمثابة الذراع الأيمن لوالي الجهة، ويقوم مقامه في كثير من المناسبات التي يغيب فيها الوالي اليعقوبي عن تدبير شؤون الولاية، بما في ذلك توقيع مختلف الوثائق والمراسلات، آخرها استمرت مدة طويلة بمناسبة الأحداث الأخيرة بالريف، حيث طالت فترة إقامة الوالي محمد اليعقوبي بمدينة الحسيمة لتفقد وتتبع أوراش مشروع «منارة المتوسط».