سيكون لزاما على المنتخب الوطني المغربي إدراك فوز ثان، في مباراته يوم غد الثلاثاء، ببماكو، عاصمة مالي، أمام منتخبها الوطني، في إطار الجولة الرابعة من دور مجموعات تصفيات كأس العالم، روسيا 2018، المنطقة الإفريقية، وذلك بناء على ما جادت به نتائج الجولة الثالثة التي جرت أطوارها يومي الجمعة والسبت الماضيين. وزادت النتيجة التي حصل عليها منتخب الكوت ديفوار، أول أمس السبت، بعودته بنتيجة الفوز الساحق على نظيره الغابوني بفرانس فيل الغابونية، ب3-0، من الضغوطات على العناصر الوطنية، والناخب الوطني هيرفي رونار، على الرغم من فوز أسود الأطلس الساحق هم أيضا، الجمعة الماضية، على منتخب مالي، بملعب مجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط، بستة أهداف مقابل صفر. ورفع المنتخب الإيفواري رصيده من النقط إلى سبع، محافظا بالتالي على صدارة المجموعة الثالثة، ومتقدما على المنتخب المغربي، الوصيف، بنقطتين، فيما تقلصت حظوظ كل من الغابونومالي بنسبة 99 في المائة في الترشح عن هذه المجموعة باحتلال الأول الصف الثالث بنقطتين، وتذيل الثاني الترتيب العام بنقطة واحدة. وكان المنتخب الإيفواري قد أحرز نقط الفوز خلال أول مباراة بميدانه أمام مالي ب 3-1، قبل أن يتعادل بمراكش أمام المنتخب الوطني المغربي برسم الجولة الثانية بصفر لمثله، في وقت تعادل فيه أسود الأطلس بالغابون أمام الأخير، بصفر لمثله كذلك عن مباريات الجولة الأولى، مما يضع فيلة الكوت ديفوار في أفضلية الحظوظ مقارنة مع المنتخب المغربي، إذ تمكن زملاء جيرفينيو من كسب نقطتين أكثر من الأسود في الغابون، وتعادلوا أمامهم بالمغرب. وأصبح مصير المنتخب المغربي بين يديه، إذ يتوجب الأمر الحاصل تفادي أي تعثر في المباريات المقبلة، بل الفوز في مباراة الغد خصوصا، كونها الأولى في بداية مسار إياب دور المجموعات، وباعتبار المهمة السهلة التي تبدو لفيلة الكوت ديفوار، عندما يستضيفون هم أيضا منتخب الغابون، ساعة ونصف فقط قبل انطلاقة مباراة باماكو بين المنتخبين المالي والمغربي. وفي حالة فوز المغرب والكوت ديفوار في مباراتي الغد، فإنه سيتوجب أيضا على أسود الأطلس، الانتصار في مباراة الجولة الخامسة بالمغرب أمام الغابون، وانتظار أي تعثر للفيلة عندما يرحلون برسم الجولة ذاتها إلى مالي، وهو أمر مستبعد للغاية، في ظل المستوى الحالي الذي بات عليه منتخب الكوت ديفوار، مما قد يعني ضرورة إدراك كتيبة رونار، لانتصار آخر في الجولة السادسة والأخيرة، وهاته المرة، بقلب أبيدجان، عاصمة الكوت ديفوار. ولا تعتبر مهمة الأسود مستحيلة في مباراة مالي الغد، بالنظر إلى المستوى الذي ظهروا به خلال مباراة الجمعة أمام المنتخب عينه بالرباط، حيث دكوا شباكه بستة أهداف تناوب عليها، كل من حكيم زياش، بواقع هدفين، وخالد بوطيب، وأشرف حكيمي، وفيصل فجر، وميمون ماحي. وخرج زياش، نجم للمباراة من دون منازع، بعد عودته إلى أحضان الأسود إثر غياب قارب السنة، حيث سجل الهدف الأول من ضربة جزاء تحصل عليها بنفسه، وأضاف الهدف الثالث بطريقة غاية في الروعة، على إثر عملية ثنائية جمعته بنور الدين امرابط، أنهاها نجم أياكس أمستردام الهولندي، بتسديدة من زاوية مغلقة وصعبة جدا في مرمى عمر سيسوكو. ولم يتوقف إبهار زياش عند هذا الحد، إذ مرر شهدا آخر غاية في الروعة لكريم الأحمدي، كاسرا بالتالي أي تسلل، ليجد الأخير نفسه أمام خيارين، إما أن يحاول التسجيل أو يمرر كرة سهلة لبوطيب قصد إيداعها الشباك لا غير، فلجأ لاعب فاينورد روتردام، إلى الخيار الثاني طبعا. وواصل لاعب أياكس أمستردام مباراته الرائعة، ليهدي أشرف حكيمي، كرة الهدف الرابع خلال الجولة الثانية، وهو الهدف الذي دشن به لاعب كبار ريال مدريد هذا العام، أول ظهور رسمي له بقميص الأسود، على الرغم من شغله مركزا خلال هاته المباراة لا يعتبر متعودا عليه، وهو مركز الظهير الأيسر. وساهمت البطاقتان الحمراوان، اللتين سجلتا في صفوف المنتخب المالي خلال مباراة الجمعة الماضي، في اكتساح أسود الأطلس لنسور مالي، فسجل كل من فيصل فجر، الذي عوض الأحمدي خلال الشوط الثاني، هدفا رائعا من تسديدة بعيدة ارتطمت بالقائم واجتازت خط المرمى، وميمون ماحي، الذي دخل بديلا عن خالد بوطيب، الهدف السادس بعد تمريرة حاسمة من رجل امبارك بوصوفة، مدشنا هو الآخر، أولى مبارياته الرسمية برفقة الأسود على نحو رائع.