اغبالة: رجاء غراب وفهد مرون لم تكن عائلة أوكابير تعلم أن فرحتها بإحدى بناتها ستتحول إلى جنازة، والخيمة التي نصبت أمام البيت للفرح، ستصبح قبلة لتلقي العزاء في الابن موسى، الشاب ابن 17 ربيعا، الذي نفذ الهجوم الذي هز مدينة برشلونة الإسبانية، يوم الخميس الماضي. هنا دوار ملوية، البعيد عن منطقة أغبالة بإقليم بني ملال بثمانية كيلومترات، كل شيء كان صامتا بين جبال الأطلس، فالناس هنا بسطاء، يعيشون على الفلاحة وإعانات الأبناء المهاجرين في أوروبا، قبل أن يصل الخبر الذي هز الكبير والصغير، ابن أغبالة، "إرهابي"، حمل سيارة ودهس الأبرياء في برشلونة…إنها فاجعة!!! موسى أوكابير، ابن عائلة أوكابير الشهيرة في منطقة أغبالة، ولد وعاش جزءا من حياته في مدينة مرسيليا الفرنسية، بعدها قررت أسرته الانتقال إلى اسبانيا، ليعيش موسى طفولته في برشلونة رفقة والديه وأشقائه حنان وإدريس، إلى حين طلاق الوالدين، حيث احتفظت الأم بأطفالها. تشهد عائلة أوكابير بأخلاق ابنها، فالولد كان عاديا، ولم تظهر عليه أي علامات التطرّف، حتى ارتباطه بالدِّين كان معتدلا، يعيش حياة طبيعية في اسبانيا، يدرس ويسافر ويضحك، وحتى أصدقاؤه كانوا عاديين، مغاربة من الجالية وإسبان. وقع خبر تنفيذ موسى للعملية الإرهابية كالصاعقة، ليس على عائلة أوكابير فقط، وإنما على المنطقة بأكملها، فأبناء أغبالة أوفياء لأرضهم، وحريصون على زيارتها مرة في السنة على الأقل، وموسى كان من بينهم، حيث إن آخر زيارة قام بها للمغرب كانت قبل أشهر فقط. مازالت عائلة أوكابير تستقبل العزاء في ابنها، وعلى لسان الحاضرين كلمات بالأمازيغية، ترجمها مرافقنا، ب "لا حول ولا قوة إلا بالله، الولد تم استغلاله"، الأمر الذي أجمع عليه كل من التقاه "اليوم 24" في أغبالة، فالخبر وإن كان صحيحا، فهو صعب التصديق على هؤلاء الناس. دخل موسى قبل تنفيذه العملية الإرهابية إلى مدينة طنجة، وذلك حسب المعلومات التي حصل عليها الموقع من مصادر مقربة في العائلة، وترك حقيبة صغيرة عند خاله، وقضى الليلة في فندق في المدينة ليعود أدراجه إلى اسبانيا. التحقيقات مازالت مستمرة مع أفراد أسرة موسى، وعائلة أوكابير تنتظر الحصول على الحقيقة كاملة، لعل جزء منها يمحي آثر وصف "موسى إرهابي"، والأمل في ظهور شبكة إرهابية استغلت طيش شباب الولد، وملأت فكره بالتطرف وأقنعته بقتل الأبرياء، تقول العائلة.