يبدو أن متاعب وزير الصحة الحسين الوردي لن تنتهي في المستقبل القريب، حيث لا تكاد تخمد فضيحة من فضائح الولوج إلى العلاج بالمستشفيات و المراكز الصحية حتى تتفجر أخرى، آخرها وفاة الشابة "فوزية المنديلي"، البالغة من العمر 27 سنة، بداية شهر فبراير الماضي، بقسم الولادة بالمستشفى الإقليمي لوزارة الصحة " الغساني" بفاس. و كشف زوج الشابة المتوفاة، إدريس بلمقدم، القيادي بمنظمة الشبيبة الاتحادية بفاس، في اتصال له ب"اليوم 24"، أن " فضيحة مستشفى الغساني لم تتوقف عند التسبب في وفاة زوجتي، بل إنهم قتلوها مرة ثانية، حين اكتشفت بعد اسبوع من وفاة زوجتي، أن طفلتي التي بقيت على قيد الحياة، أصيبت بكسر على مستوى كتفها الأيمن " عظم الترقوة". و أضاف الزوج المكلوم، أن " وفاة زوجتي و إصابة طفلتي بكسر، جرى نتيجة استهتار المسئولين بصحتيهما، و تركهما بين يدي مولدة " قابلة"غير كفئة، في غياب الطبيبة المولدة و الطبيب المكلف بالتخدير، و تراخي المسؤولين بقسم الولادة في إحضار اكياس الدم من مركز تحاقن الدم خلال إصابة زوجتي بنزيف دموي لمدة زادت عن ساعتين، و ذلك عقب لجوء المولدة إلى توليدها عن طريق (épisiotomie) ، مما تسبب لها في زيف دموي حاد خلال محاولة المولدة رتقها ب3 "غرازي". و هدد بلمقدم ادريس، كاتب فرع المهدي بنبركة للشبيبة الاتحادية بفاس، بمقاضاة وزير الصحة الحسين الوردي، و مندوب وزارته الإقليمي بفاس، و الذي اتهمه بإخفاء ملف زوجته، عبر تكثيف الاجتماعات في محاولة لدرء الفضيحة والتنصل من المسؤولية وطي الملف بكل سرية،، مشددا على أن المندوب الإقليمي، عمد مؤخرا، إلى طرده من مكتبه و طلب حضور الشرطة، بعد أن طالبه الزوج بنسخة من الملف الطبي لزوجته، و احتجاجه على لجوء إدارة الغساني إلى اعتبار وفاتها وفاة طبيعية. من جهته رد علال العمراوي، المدير الجهوي لوزارة الصحة بفاس، في اتصال هاتفي أجرته معه " اليوم24" أن " الشابة المتوفاة خلال عملية الوضع، جرى توليدها في السادسة و النصف من يوم الاثنين 3 فبراير الماضي، لكنها بعد ساعتين، أصيبت بنزيف دموي، مما دفع الطاقم الطبي و شبه الطبي، إلى التدخل لإيقاف النزيف، و تمكين الشابة من كميات من الدم، حيث أخذت ما يزيد عن 30 "كيسا" من الدم، همت خلايا الدم الحمراء و الصفائح الدموية، لكن النزيف ظل مستمرا، مما تسبب في وفاة الشابة، و التي أصيبت بنزيف حاد، يعتبر من الحالات الصعبة و التي تزهق ارواح النساء عند الولادة، و نادرا ما يتم إنقاذ مثل هذه الحالات". و بخصوص غياب الأطر الطبية عن قسم الولادة و التخدير و الاكتفاء بالأطر شبه الطبية لمعالجة المرضى و توليد النساء، قال المدير الجهوي، انه توصل من مندوبه الإقليمي، الدكتور عبد الله أسباعي، بتقرير طبي حول حالة الشابة المتوفاة، كشف فيه أن الطاقم الطبي كان موجودا بجميع فئاته، و أن الشابة حظيت بالعناية الطبيىة اللازمة، غير أن حالتها ساءت بفعل النزيف الدموي الحاد، نافيا وجود أي انعكاس لتأخر وصول " أكياس الدم "، بعكس ما قاله زوج الشابة، لان المشكل هو أن دم الشابة لا يتخثر على الرغم من تدخلات الأطباء لإيقاف النزيف، يقول المدير الجهوي للصحة بفاس.