في قصة انسانية مؤثرة، استطاع شباب في مدينة شفشاون، شمال المملكة، انقاذ أم وطفلة من التشرد في الشارع، بعد عثورهم على الأم تفرغ جام غضبها في جسد ابنتها النحيف، بشكل هيستيري. القصة، كما يرويها الناشط الجمعوي، رئيس "الرابطة الوطنية للتنمية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية"، عبد العالي الرامي، تعود إلى لحظة كان يتجول فيه شباب بالمدينة، وهما سعد بن عباد وياسر الحضري، الفاعليين الجمعويين بحي حنان بشفشاون، وخلالها صادف امرأة تفترش الأرض ومعها طفلة لا تتجاوز سنتين، وتقوبتعنيفها بشدة وآثار العنف والاعتداء المبرح باديا على جسدها". الأمر الذي دفع الشباب، للاتصال بالسلطات المحلية قصد التأكد من كون الطفلة ابنتها، بعد ذلك ذلك تم نقلهما إلى المستشفى الإقليمي من أجل فحص الطفلة ومعرفة مدى الضرر الذي تعرضت له وذلك بحضور رجال الأمن والسلطات المحلية وعناصر من الهلال الأحمر. وبعد الفحص للطفلة، تبين انها ابنتها والسيدة تعاني من اضطربات نفسية حادة مما يجعلها تفرط في الاعتداء عليها. وبعد ذلك تطوع أحد الفاعلين الجمعويين، وهو مصطفى الصلاح، بإيوائهم بفندق بشفشاون إلى غاية الصباح قصد اتخاذ التدابير من طرف النيابة العامة، ورفع الحصانة عن الأم وتسليم الطفلة لإحدى مؤسسات الرعاية الاجتماعية. وبعد ذلك، تم إخبار الجميع بأن تم اقفال ملف الطفلة وأمها المختلة عقليا، وذلك بإحالة الأم في هذه اللحظات على مستشفى الأمراض العقلية، بتطوان وإيداع الطفلة بمؤسسة اجتماعية "دار الرحمة"، بشفشاون. ويروي الناشط عبد العالي الرامي، انها الأن "في حالة جيدة وتخضع لمعاملة انسانية خاصة وقد تم توفير الملبس والمأكل والمشرب". وشكر الشباب المتدخل إلى شكرالفايسبوكيين الذين ساهموا بنشر معانات هذه الطفلة، حتى وصلت الرسالة إلى جهات عليا وقامت باللازم، وقدمت كافة اشكال الدعم. وقال أحد الشباب المتدخلين لانقاذ الطفلة، وهو سعد بن عياد :"عندما حضنت هذه الطفلة احسست من الوهلة الاولى انها تلتمس المساعدة ضمتني بيدها بحرارة ورفضت ان اتخلى عنها وظلت متمسكه بعنقي، عندها تأملت عينيها واحسست بشيء غريب يجذبني نحو هذه الطفلة وقررت عدم التخلي عنها إلى حين النظر في أمر والدتها فربما تكون مخطوفة من والديها الحقيقيين وانها تدعي انها ابنتها". وأضاف :"صورة الطفلة وهي تعنف بقوة من والدتها مازالت تأنبني مازالت تقض مضجعي مازالت في مخيلتي وما عساي إلا ان اقول قبح الله الفقر ولعن الله كل مستغل جنسيا لحالات مثل هذه المرأة المضطربة نفسيا وعقليا ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ..".