كشف تقرير استقصائي لصحيفة "الهافينغتون بوسط"، في نسخته الأمريكية، نقلا عن معطيات استخباراتية، رفعت الإدارة الأمريكية عنها نطاق السرية، عدد القنابل النووية، التي فقدتها إدارة البنتاغون الأمريكية، منذ 1995، في مناطق متفرقة من العالم، كان من بينها المغرب. وحسب معطيات التقرير، فأغلب القنابل النووية، التي أضاعتها الولاياتالمتحدةالأمريكية، في البحار أو الأجواء، سبب في "الأعطاب المتكررة"، للطائرات التي تقلها، على الأقل كما تبرر ذلك إدارة البنتاغون الأمريكية. وبدأ العالم يتوجس بشكل صريح من تبعات هذه الظاهرة الخطيرة، خصوصا عام 1995، حين رفعت واشنطن السرية عن قسم من وثائقها بشأن وقائع لكوارث بأسلحة نووية. وكان لافتا للانتباه في تقرير الصحيفة، وجود المغرب، ضمن المناطق، التي أضاعت فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية إحدى قنابلها النووية. وأشار التقرير ذاته إلى أنه في العاشر من مارس 1956، أضاعت الولاياتالمتحدةالأمريكية، قنبلتين في الأجواء المغربية، كانتا على متن طائرة عسكرية أمريكية من طراز "بوينغ B-47". الطريق المفترض لها، كان ينطلق من قاعدة "ماكديل" الجوية في فلوريدا، في رحلة من دون توقف في اتجاه قاعدة "بن جرير" في المغرب. وعن مكان ضياعها، أشار التقرير، إلى أنها اختفت بعد انطلاقها فوق مياه حوض المتوسط في سماء المغرب، وقد كانت محمَّلة بشحنة من السلاح النووي الأمريكي. وسبب السقوط، تشير المعطيات ذاتها، "غير معروف إلى حدود الآن"، ولم يتم كشف أطوار اختفائها إلا من خلال بعض التقارير الأمريكية، التي نشرت وقائع عن حوادث اختفاء طائرات أمريكية. والملفت للنتباه أيضا في معرض هذه المعطيات، التي تناقلتها تقارير أمريكية، أنه لم يعثر على أي من حطام أو بقايا للطائرة، وكانت تحمل حمولة (لم يتم الإفصاح عنها)، لكن يتوقع أن تبلغ حوالي 3.4 ميغاطن، التي تعادل انفجار 3.4 مليون طن من الديناميت. ولم يقتصر هذا الخطر على المغرب فحسب، بل تعداه إلى مناطق أخرى في حالات أكثر خطورة، حيث تستعرض التقارير الصحافية الأمريكية هذه المعلومات نقلا عن أرشيف المخابرات العسكرية الأمريكية، وتفيد فيه أن حوالي ثماني قنابل نووية أمريكية، أضاعها الجيش الأمريكي في مناطق مختلفة. ومن بين هذه الأماكن، استعرض التقرير مياه المحيط الهادي، التي أضاع الجيش الأمريكي في سمائها قنبلة نووية واحدة، في فبراير 1950، علاوة على مستنقعات رولينا الشمالية، التي فقدت فيها قنبلتين نوويتين في يناير 1961، واليابان في دجنبر 1965، ثم مياه المحيط الأطلسي، التي أضاعت فيها قنبلتين نوويتين، عبر غواصة نووية أمريكية، في أواسط 1968.