في خطوة تظهر تغير تعامل السلطات في الصحراء تجاه الشخصيات التي تستدعيها الجمعيات المحسوبة على البوليساريو قامت سلطات مدينة العيون بدعوة وفد برلماني بريطاني معروف بدعمه للبوليساريو للقاءات في وقت حضر فيه الوفد إلى مدينة العيون، بدعوة من جمعيات محسوبة على الجبهة. الوفد البريطاني الذي حل بالعيون، صبيحة السبت الماضي، لم يكن في جدول أعماله عقد أي لقاء مع سلطات المدينة ومنتخبيها، بل كان البرنامج يضم فقط لقاءات مع جمعيات محسوبة على البوليساريو، والتي كانت تعد لوقفة احتجاجية تطالب بحق تقرير المصير، وبتوسيع صلاحيات بعثة المينورسو، خاصة أن هذا الوفد يمثل تكتلا في البرلمان البريطاني يطالب منذ أزيد من 30 سنة بتقرير مصير الصحراء، ومؤخرا أصبح يطالب بتوسيع مهمة المينورسو. لكن المسؤولين في العيون، قاموا بكل الاتصالات من أجل إقناع الوفد البريطاني بقبول الجلوس إلى الطرف الوحدوي، والاستماع إليه، مما جعل برنامج الوفد يبدأ، حسب محمد الخريف، عضو مجلس بلدية العيون، بلقاءات مع الوحدويين الصحراويين. الوفد البريطاني يقوده البرلماني البريطاني جيريمي كوربين، من حزب العمل، وهو رئيس مجموعة الصحراء الغربية، ويضم مارك ويليام، من الحزب الليبرالي الديموقراطي، والكاتب العام لمجموعة الصحراء الغربية في البرلمان البريطاني، كما يضم جون هيلاري، رئيس جمعية الكفاح ضد الحاجة، والبرلماني جون كيري. اتصالات مكثفة جرت في الكواليس، ومع السفارة البريطانية من أجل إقناع الوفد بأن عليه أن يستمع أيضا إلى الوحدويين، وحسب الخريف فإن الاتصالات «جرت على كافة المستويات»، من أجل إقناع البرلمانيين البريطانيين بأهمية الجلوس مع المسؤولين والمنتخبين في العيون، وهو ما أثمر بداية برنامج الوفد بقاء السلطات والمسؤولين في العيون. وبدأ لقاء الوفد البريطاني باللجنة الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الانسان، ثم بلقاء مع والي العيون، ثم تمت استضافة الوفد على مائدة الغذاء في مقر إقامة حمدي ولد الرشيد، رئيس بلدية العيون، بحضور الشيوخ، والمنتخبين، والأعيان. وجرى حوار صريح حول كل القضايا التي تهم المنطقة، يقول الخريف: «لأول مرة فهم هؤلاء البريطانيون بأن هناك صحراويين وحدويين، عكس ما يعتقدون بأن البوليساريو تمثل جميع الصحراويين». وفي حدود الساعة الرابعة مساء غادر الوفد ليلتقي بممثلي الجمعيات المؤيدة للبوليساريو، حيث كان مقررا تنظيم وقفة احتجاجية، تطالب بتقرير المصير. لكن حادثا وقع خلال ركوب البرلمانيين البريطانيين على متن سيارة محمد سالم لكحل، عضو المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان (كوديسا) بشارع الزرقطوني بالعيون، كاد يعصف بخطوة السلطات المغربية بالحوار مع البريطانيين من أنصار البوليساريو، حيث استاءت السلطات من قيام الموالين للبوليساريو بالطواف بالبرلمانيين وسط الأحياء الشعبية، وخشيت أن تؤجج هذه الجولة الاحتجاجات، حيث خرجت بعض المظاهرات، فقام شرطي مرور بتوقيف السيارة، التي كان على متنها البرلمانيون بدعوى عدم احترامها السير، فاكتشف الشرطي أن صاحب السيارة لم يجدد الضريبة السنوية «الفينيت»، فقام بتحرير محضر، وأمر بتوقيف السيارة وحجزها. السؤال الذي يطرح هنا، هل كان ضروريا توقيف السيارة وعلى متنها وفد برلماني معروف بدعمه القوي للبوليساريو، ويزور لأول مرة الصحراء، واستمع للتو لتصريحات المسؤولين حول حقوق الإنسان والتنمية؟