في جو جنائزي مهيب وورثي اليوم الجمعة جثمان الخبير في رؤية الهلال، والمتخصص في المواقيت، الشيخ محمد النجاري البوجرفاوي، الثرى بزاوية سيدي وكاك ضواحي اقليمتزنيت. واشتغل الراحل الذي توفي أمس الخميس باحدى المصحات باكادير، بعد رحلة علاج دامت أشهرا، أستاذا لعلم المواقيت بالمدرسة العتيقة أكلو. وبوفاته يكون المغرب قد فقد واحدا من بين اثنين من العلماء (الثاني هو الاستاذ محمد الرمشاني بالرباط مازال على قيد الحياة)، واللذان بقيا في هذا الصنف من العلم، يرصدان تحركات الأجرام السماوية، ويدققان مواعيد الهلال، وتحركات الأزمنة. ولد الفقيه العلامة محمد البوجرفاوي النجاري المشهور ببلمكي سنة 1943، وأخذ القرآن عن والده بمدرسة اكلو، وأخذ بقية العلوم عن العلامة الأدوزي، عيسى بن المحفوظ. ودرس علم التوقيت عند العلامة محمد بن عبد الرازق المراكشي،. واخذ يتردد على العلامة محمد الرمشاني. واشتغل بالتدريس بمدرسة سيدي محمد الشيشاوي ومدرسة الكفيفات بهوارة ومدرسة تاسيلا ازاريف. واستقر بمدرسة سيدي وكاك منذ عام 1985 معلما ومؤلفا ومجدا إلى أن التحق بالرفيق الأعلى، له أولاد منهم الطاهر وهو أستاذ التوقيت بالتعليم العتيق. ويحسب للراحل مواقف جريئة، حيث كان دائما ينبه وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية المغربية، إلى صحة رؤية الهلال من عدمها، ويقول مايراه صائبا ولايخاف في ذلك لومة لائم. وكان آخرها رؤية الهلال لسنة 1427 حين نبه وزارة التوفيق، يوم أعلنت أن ارتفاع الهلال كاف لتبثوه مع عدم رؤيته في جميع أنحاء المملكة. ومما قال حينها رحمه الله لطلبته :"هل هذا الاستثناء متصل أو منقطع، أو سياسي، مع كون الرؤية ممتنعة في تقويم الوزراة"، وكان كلامه كله موثق بالدليل القاطع العلمي. وزاد وقال "ولعل ما يقع في السعودية، ومن وفقها من التخبط، يتأثر شيئا فشيئا على هذه المملكة، والتي نعتز بها في أمور نمتاز بها خصوصا، في ثبوت رؤية الهلال، والموافقة للكتاب والسنة والإجماع والحساب القطعي ".