بعد يوم على انقضاء القمة العربية التي استضافتها عمَّان 29 مارس 2017، أقال الملك الأردني عبدالله الثاني مدير المخابرات الأردنية وأمر بتعيين خلف له ابتداء من أمس الجمعة. الديوان الملكي الأردني أعلن عن خبر إقالة مدير المخابرات قائلاً: "صدرت الإرادة الملكية بقبول استقالة الفريق أول فيصل جبريل حسن الشوبكي، مستشار الملك لشؤون الأمن القومي، مدير عام دائرة المخابرات العامة، اعتباراً من تاريخ 30 مارس"، دون أي تفاصيل أخرى. الخبر دفع عدداً من المحللين إلى الربط بين إقالة الشوبكي وبين غياب الملك المغربي محمد السادس عن قمة البحر الميت، على اعتبار أن دعوة العاهل الأردني إلى ملك المغرب لحضور القمة كانت هي السبب وراء الإقالة. البرلماني الأردني السابق، جميل النمري، قال إنه "بعد يوم واحد من انتهاء أعمال القمة العربية، التي عقدت في البحر الميت، أحال العاهل الأردني مدير مخابراته ومستشاره لشؤون الأمن القومي، الفريق فيصل الشوبكي، على التقاعد، وعيّن اللواء عدنان الجندي خلفاً له". المعلومات التي أدلى بها النمري عبر صفحته على فيسبوك، والتي يصفها ب"الخاصة"، تفيد بأن إقالة الشوبكي جاءت على إثر نصيحة كان قد أسداها للملك بزيارة المغرب، قبل القمة مباشرة، لإقناع الملك محمد السادس بحضور فعالياتها، وأنه كان واثقاً من استجابة الملك محمد السادس لهذه الدعوة الملكية بناء على معلوماته كمدير لجهاز المخابرات، ولقربه من دائرة ملك المغرب الضيقة، بحكم عمله السابق كسفير للأردن في الرباط؛ وهو الأمر الذي لم يتم، وسبّب إحراجاً للعاهل الأردني. الأمر لا علاقة له بالملك المغربي ثمة وجهة نظر أخرى حيال أمر إقالة مدير المخابرات وهو ما تداولته وسائل إعلام أردنية حول القصة بأن هناك توجهاً من قبل الملك عبدالله بتغيير الدماء في بعض المناصب الأمنية في الدائرة المقربة من الملك. وكان العاهل الأردني قد أصدر قراراً بتعيين الشوبكي مستشاراً له بداية من تاريخ إقالته، وهو ما يطرح فرضية أن يكون إعفاؤه من مهمته الأولى يتعلق بتغيير في جهاز المخابرات الأردني، خاصة مع وجود معلومات تفيد بأن خبر الإعفاء كان متداولاً منذ يوم الاثنين الماضي، أي قبل انعقاد القمة العربية. أيضاً أرسل الملك عبدالله الثاني رسالة شكر إلى الشوبكي جاء فيها: "لقد تحملت أمانة المسؤولية في إدارة دائرة المخابرات العامة التي عهدتها إليك منذ سنوات عديدة. كنت خلالها، وكما عرفناك دوماً، جندياً وفياً مخلصاً للوطن ومبادئه السامية؛ لا تتوانى عن أداء الواجب بكل تفان وثقة. وواصل: "قد آن لك أن تنتقل إلى موقع آخر من مواقع العطاء، فإنني أتمنى لك التوفيق، مؤكداً أنك ستبقى دائماً موضع الثقة والاحترام والتقدير". وغاب الملك المغربي عن القمة العربية الأخيرة، بعد دعوة رسمية له من قبل العاهل الأردني الذي كان يزور الرباط قبل انعقاد القمة بأيام، مما رجح حضور محمد السادس إلى الاجتماع العربي الذي يغيب عنه منذ 2005. المصدر : هافينغتون بوست.