رسالة مؤثرة بعثها الملك محمد السادس لحزب الاستقلال وعائلة الراحل امحمد بوستة، الأمين العام الأسبق لحزب "الميزان"، في ذكرى أربعينيته، التي تنظم بمسرح محمد الخامس بالرباط. . وقال الملك محمد السادس في الرسالة التي تلاها مستشاره عبد اللطيف المنوني "التقيته قبل وفاته، ولم يخطر ببالي قط أنه سيفارقنا ويلبي داعي ربه بعد أسابيع وقد وجدته كما عرفته دائما طيبا لطيفا تميزه روح العفوية والكلام الرصين"، مضيفاً أنه يتذكر "بكل تقدير عندما كان يرافقه في العديد من المهمات الرسمية خارج المغرب". واعتبر الملك أن الراحل امحمد بوستة لم يكن حكيماً صامتاً، "لم نعتبره أبداً حكيماً صامتاً، بل حكيما بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يعرف متى يتكلم ومتى يصمت، ومهما أبرزنا من خصال فسنكون مقصرين في حقه". الجالس على العرش، ذكر بخصال الراحل امحمد بوستة، وما تميز به من حكمة وتبصر، وانخراطه الفاعل في نصرة القضية الوطنية والقضية الفلسطينية". واعتبر الملك أن امحمد بوستة كان يؤدي مهمته بمسؤولية عالية وتفان ونكران الذات، مذكراً بإشرافه على اللجنة الاستشارية لتعديل مدونة الأحوال الشخصية. وأضاف الملك معدداً مناقب الراحل: "لقد كان زعيما حزبيا حكيما يمارس السياسة بأخلاقها، اتسم بأسلوبه المتميز كرجل منهاج وإقناع أكثر منه رجل سجال، وكان له وعي عميق بالحفاظ على التوازنات الكبرى المؤسسة للدولة المغربية، ووضعه لمصلحة الوطن فوق كل اعتبار".