أغلب النساء الجهاديات المشتبه فيهن اللائي اعتقلن في إسبانيا ما بين 2014 و2016 ينحدرن من أصول مغربية، كما يشكلن كذلك جزءا مهما من اللواتي التحقن بالجماعات الجهادية بسوريا والعراق انطلاقا من الجارة الشمالية. هذا ما كشفه تقرير مفصل أصدره المعهد الملكي الإسباني (إلكانو)، يوم أول أمس الأربعاء، تحت عنوان: "ليست هناك حياة بدون جهاد ولا جهاد بدون هجرة": التعبئة الجهادية للنساء بإسبانيا ما بين 2014-2016″. التقرير أوضح أن المغربيات يمثلن 34.8 في المائة من النساء الداعشيات ال23 اللائي اعتقلن بإسبانيا في الفترة المذكورة (39.1 في المائة منهن ولدن في المغرب)؛ بينما 56.5 في المائة الأخريات هن إسبانيات، علما أن 65.2 في المائة من هاته الإسبانيات ينحدرن من المدينتين المحتلتين سبتة (27.4 %) ومليلية (36.2 %). كل هذا يوضح أن أغلب الموقوفات من أصول مغربية. بدورها أشارت دولوريس ديلغادو، المدعية العامة الإسبانية المختصة بقضايا الإرهاب، إلى أن نسبة مهمة من أصل 25 جهادية اعتقلن بإسبانيا ما بين 1 يناير 2014 و28 مارس 2017، ينحدرن من المغرب، إذ قالت بالحرف: "ليس لدينا جيل ثان ولا جيل ثالث متطرف، لكن لاحظنا أنهن، كخطوة مسبقة قبل السفر إلى مناطق النزاع، يرجعن إلى بلدهن الأصلي (غالبا المغرب)، وهناك تُتوجن عملية التطرف"، بهذا تعترف المدعية أن تطرف المغربيات يبدأ بإسبانيا. وبالعودة إلى تقرير "إلكانو"، نجد أن 65 في المائة من النساء الموقوفات لم يكن لديهن أبناء لحظة اعتقالهن، و45 في المائة عازبات، و25 في المائة متزوجات، و10 في المائة مطلقات، و10 في المائة أرامل، و10 في المائة لديهن عشيق. التقرير يورد أيضا أن 87.5 في المائة من الجهاديات الموقوفات بلغن المستوى الثانوي، بينما 6.3 في المائة بلغن التعليم العالي، علما أن 26.7 في المائة منهن كن طالبات لحظة اعتقالهن. معدل آخر مثير يكشف أن 33.3 في المائة من النساء الموقوفات كن عاطلات عن العمل. التقرير يؤكد أن أغلب النساء المغربيات اللواتي يرتمين في أحضان الجهاد يخترن داعش، إذ أن 42.9 في المائة منهن يُجندن عبر الروابط العائلية، و28.6 في المائة عبر روابط الصداقة. إحصائيات أخرى تضمنها التقرير تبين أن 77.3 في المائة من الموقوفات كن يرغبن في الانتقال لسوريا بهدف بناء الدولة الإسلامية (أي لعب دور مقاتلات أجنبية)، فيما 22.7 في المائة اخترن الداعية لداعش، و45 في المائة عملن على التجنيد والاستقطاب لها، و18.2 اكتفين بتمجيدها، و4.5 في المائة كن يمولن داعش. رغم كل هذا فإن الموقوفات لم يكن يرغبن في تنفيذ اعتداءات إرهابية في المغرب أو إسبانيا. وبخصوص الدوافع التي جعلت المغربيات يرتمين في أحضان داعش، يكشف التقرير أن 61.5 في المائة منهن قمن بذلك لأسباب عاطفية، أي الرغبة في الارتباط بجهادي أو لتأثرهن بما يقع في سوريا والعراق، فيما 23.1 في المائة منهن اخترن تلك الطريق لأسباب هوياتية ووجودية، و15.4% بايعن داعش لأسباب إيديولوجية، ما يُبينُ أن التطرف الديني ليس وحده ما يدفع النساء إلى مبايعة داعش. التقرير يبرز كذلك أن 13 في المائة منهن تتراوح أعمارهن ما بين 14 و18 عاما، و47.9 في المائة ما بين 19 و23 ربيعا، و26.2 في المائة ما بين 24 و28 ربيعا.