سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وسط أنباء عن بث شريط فيديو ل"داعش" في تطوان داعش تعرض "الإمارة" على الحدوشي وتقرير إسباني يؤكد: 60 في المائة ممن انضموا إلى "تنظيم الدولة الإسلامية" مغاربة
أزاح تقرير حديث أصدره المعهد الملكي الإسباني "الكانو" مطلع الأسبوع الجاري اللثام عن إحصائيات وأرقام مذهلة حول عدد الجهاديين المغاربة المعتقلين في إسبانيا، أو الذين انضموا إلى صفوف ما يسمى "الدولة الإسلامية" ما بين 2013 و2015، معلنا أن عددهم بلغ نحو 60 في المائة من عدد المقاتلين الأجانب الذين التحقوا بالدولة الإسلامية في العراق والشام قادمين إليها من إسبانيا. وأبرز التقرير المعنون ب "إرهابيون وشبكات وتنظيمات: جوانب من التحركات الجهادية الحالية في إسبانيا" أن المغاربة يشكلون نسبة هامة من المعتقلين في السجون الإسبانية بتهم مرتبطة بالإرهاب بنسبة 37.4 في المائة، وذلك في مقابل 45 في المائة من الإسبان، و5.2 في المائة من تونس، و3.5 من الجزائر. ولم يفت التقرير أن يعرض بالتفصيل الجهات والمدن المغربية التي ولد فيها أو ينحدر منها "الجهاديون" المغاربة المعتقلون بالجارة الشمالية، حيث أكد أن 44 في المائة منهم ولدوا في جهة طنجةتطوانالحسيمة، و16 في المائة منهم في الجهة الشرقية، و12 في المائة في جهة مكناسفاس، و8 في المائة في جهة الدارالبيضاء، و8 في جهة مراكشآسفي. كما أوضح تقرير المعهد الملكي الإسباني أن مدينة تطوان تحتل المرتبة الأولى فيما يخص المدن العالمية التي ينحدر منها المعتقلون "الجهاديون" في سجون إسبانيا ، وذلك بنسبة ناهزت 7.2 في المائة، متبوعة بالعاصمة الفرنسية باريس ب2.9، ومدينة العرائش المغربية ب2.9 في المائة. ويرى معلقون أن هذا التقرير الذي صدر مطلع الأسبوع الجاري جاء في وقت تتصاعد فيه المخاوف من تنامي هذه الظاهرة في بلادنا، خصوصا قبيل نشر جريدة الصباح لخبر فيديو تم تصويره على بعد أيام في مدينة تطوان، على بعد أيام قلائل من أحداث الجمعة السوداء التي هزت عاصمة الأنوار، مخلفة وراءها عشرات القتلى والجرحى. وهكذا، أفادت جريدة الصباح أن شريط فيديو من 23 دقيقة تم تصويره في باحة فضاء تجاري بتطوان ويظهر فيه نحو 200 شخص أغلبهم شباب يافع يتحلقون حول شخص ملتح يحثهم على "الجهاد"، شاهرين رايات تنظيم "داعش" السوداء. ولم يتسن ل"العلم" التأكد من صدقية هذا الفيديو، مع تأكيدها على فيديو أخر كان قد صور في مدينة تطوان أواخر شهر دجنبر من العام الفارط ويظهر شخصا يخطب في حشد من الناس ويحثهم على الانضمام إلى المقاتلين في سورياوالعراق، وسط صيحات التكبير والتهليل والتلويح برايات "تنظيم داعش". ومن جهة أخرى، أفادت تقارير إعلامية أن عمر الحدوشي، وهو أحد الوجوه البارزة للتيار السلفي بالمغرب التقى شخصين قدما أنفسهما كعضوين في تنظيم "داعش"، "طرقا بابه في تطوان، وطلبا منه أن يكون زعيما لما سمياه إمارة المغرب الأقصى. وكان الحدوشي، المدان سابقا بالسجن 30 عاما بموجب قانون مكافحة الإرهاب عام 2003، قبل أن ينال عفوا ملكيا سنة 2012، قد كشف في حوار سابق له، أجرته معه جريدة "الرأي" الكويتية عن رفضه عرضا من تنظيم "داعش" بتولي بموجبه "منصب المفتي الشرعي للتنظيم"، مع رفضه أيضا "أخذ أموال عرضت عليه مقابل ذلك"، منوها في الوقت نفسه إلى أنه تلقى تهديدا بالقتل من التنظيم ذاته، "بعدما أصدر فتوى بتكفيره، لهجومه المستمر على "الدواعش" ورفضه عملياتهم".حسب قوله. هذا، وحسب المعلومات الشحيحة المتوفرة، فإن عرض تنظيم "الدولة الإسلامية" على عمر الحدوشي جاء على خلفية بحث هذا التنظيم عن شرعية علمية وفقهية تتيح انضمام عدد أكبر من الأتباع، خاصة أنه بات يفقد عددا من رموزه في المعارك، كما أن هذا العرض لم يتم توجيهه للحدوشي فقط، بل وجه أيضا إلى عدد لا يستهان به من قيادات و مشايخ ما يعرف بالتيار السلفي الجهادي، في مقدمتهم الأردني أبو محمد المقدسي، و أبوقتادة الفلسطيني، أبرز مؤسسي "السلفية الجهادية"، والأكثر طلبا للاعتقال في العالم. ومعلوم أن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، المعروف اختصارا ب"داعش"، كان قد شن في يونيو 2014 هجوما شديدا على شيوخ ما يُعرف بالسلفية الجهادية في المغرب، بمن فيهم عمر الحدوشي، الذي أفرد له التنظيم الجهادي شريطا خاصا، يحمل عنوان: "حقيقة مخالفي الدولة الإسلامية.. الحدوشي نموذجا"، باعتباره أحد "الطاعنين في الدولة الإسلامية".