أثارت دودة الصندل، التي تنتمي إلى فصيلة الفرشات، والمسماة محليا، ب"باربود"، حالة من الخوف وسط سكان منطقة إساكن في الشمال، بعد الانتشار الكثيف لهذه الدودة، في أرجاء غابة الأرز، التي تحيط في مدينة إساكن من كل الجوانب. وكشف محمد شيبة، وهو فاعل جمعوي، أن هذه الدودة، التي تنشط وسط الأشجار، وبالخصوص الأرز، تقوم بوضع بيضها في أشجار الأرز، وتشكل ما يشبه أعشاشا في أغصان الأشجار، وتفرز بعض المواد، التي تنقلها الرياح، وتصيب السكان بالحساسية المفرطة والحكة، والتهابات في الجهاز التنفسي، كما أنها تنخر جذوع الأشجار، ما يؤدي إلى موتها بشكل كلي. وقال شيبة، في اتصال مع "اليوم24″، أنه، قبل أيام قليلة، إضطر العديد من التلاميذ، الذين يدرسون وسط إساكن إلى الانتقال إلى المستوصف المحلي، الذي بدوره يقع وسط غابة الأرز، لتلقي التلقيح، والعلاج من الحساسية المفرطة، التي أصابتهم في الأعين والجلد. وقال شريف أدرداك، فاعل جمعوي في منطقة صنهاجة، ورئيس جمعية امازيغ صنهاجة الريف، إن بعض الأباء اضطروا إلى منع أبنائهم من التوجه نحو المدارس بسبب إنتشار الصندل. وأضاف شيبة أن السكان يبادرون من خلال اتخاذ بعض المبادرات الخاصة بهم لمواجهة الوضع، لكن تبقى مبادراتهم محدودة، لا تفي بالغرض. وهو ما دفعهم في النهاية، وفق المصدر نفسه، إلى التوجه نحو القيادة، والاحتجاج للضغط على السلطات قصد التدخل، وإنهاء هذا الوضع، الذي يهدد صحة السكان. لكن على الرغم من ذلك، فالسكان، وبالخصوص أولياء التلاميذ، الذين احتجوا، لم يجدوا من يستمع إلى شكاويهم. وإذا كان المواطنون قد بادروا إلى المطالبة بتدخل الجهات المعنية، فإن أدرداك يؤكد من جانبه، أن التدخل لن يكون إلا بضغط المنتخبين المحليين، الذين يمثلون هؤلاء المواطنين، المتذمرين من منتخبيهم، الذين لا يتواصلون معهم. وأكد كل من أدرداك، وشيبة أنه إلى حدود الآن لم يتم أي تدخل من الجهات، إذ يرى الأول أنه يجب رش الأدوية بواسطة الطائرات، من على الغابات المتضررة. بينما يؤكد الثاني أن ذلك غالبا ما يكون عندما يتعلق الأمر بمساحات غابوية شاسعة، لذلك فالسكان يحتاجون إلى تدخل على الأرض محليا للحد من انتشار "الصندل". وفي السياق نفسه، وجه نور الدين مضيان، البرلماني عن دائرة الحسيمة، ورئيس الفريق الاستقلالي في مجلس النواب، طلبا عاجلا إلى وزير الداخلية، والمندوب السامي للمياه والغابات قصد التدخل لمواجهة هذه الحشرة. وقال مضيان، في الرسالة التي وجهها إلى ىوزير الداخلية، يتوفر "اليوم24" على نسخة منها: "يشرفني أن ألتمس منكم التدخل بشكل عاجل، من أجل إنقاذ ساكنة جماعة إساكن بإقليم الحسيمة من إنتشار دودة الصندل بشكل خطير، الأمر الذي أصبح يهدد صحة وسلامة الساكنة المحلية، خصوصا الأطفال الصغار منهم، والمتمدرسين، الذين تخلفوا عن الالتحاق بمدارسهم جراء إصابتهم بمضاعفات حادة من قبيل الاضطرابات الحادة على مستوى الجهاز التنفسي، والتهيجات، والالتهابات الجلدية كما هو مبين في الصور رفقته".