إذا كان التعليم في خطر، حسب تقرير رحمة بورقية، مديرة الهيئة الوطنية لتقييم منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، فإن الواقع يكشف عن انحراف حقيقي للمدرسة العمومية، ليس على مستوى معطى جودة المكتسبات المعرفية، بل في علاقة المدرسة العمومية بالقيم التربوية، ذلك أن ساحات المؤسسات الثانوية والإعدادية تحولت إلى فضاء حقيقي لممارسة كل أشكال الضياع والانحراف. في هذا السياق، عاين موقع "اليوم24" انتشار خطير لمخدر "الكالة" في المؤسسات التعليمية، وأغلب مستخدميها شباب الثانوي والإعدادي، الذين يعمدون إلى وضع مادة "الطابا" في ورق الترشيح الناعم، ثم توضع في الفم بين اللثة والشفة العليا. وحسب مصدر من ثانوية تأهيلية في مكناس، فإن سقوف حجرات الدرس تحولت إلى ما يشبه مطرح للتخلص من ورق الترشيح الناعم، ذلك أن بعض المتعلمين المدمنين على "الكالة" يتخلصون من مخلفاتها بتثبيتها في سقف حجرة الدرس، في غفلة من المدرس، بل أحيانا أمام مرأى ومسمع منه. وأضاف المصدر أن ظاهرة "الكالة" أصبحت أمرا مألوفا بين المتعلمين، بل منهم من يعدل عن تدخين السيجارة لصالح "الطابا" الملفوفة، لأن فيها نشوة خاصة، يؤكد المتحدث، لكنها نشوة مصحوبة بإدمان خطير. وبالإضافة إلى تعاطي المتعلمين لمخدر "الكالة" داخل حجرات الدرس، يستغل عدد كبير منهم المرافق الصحية، والأماكن المجاورة للمؤسسات التعليمية، لإشباع إدمانهم اليومي، الذي يسهل اكتشافه، يقول مصدر تربوي ل"اليوم24″، عن طريق ملاحظة شكل الشفتين، إضافة إلى إكثار المتعاطي ل"الكالة" من البصق. ونبه أحد العارفين بخبايا "الكالة" إلى أن استخدام هذا النوع من المخدر قبل تناول وجبة الطعام، سيؤدي لا محالة إلى هلاك المدمن فورا، خاصة حينما يتعلق الأمر ب"طابة" ممزوجة بمواد سامة. في سياق متصل، أكد مواطن من جماعة في تاونات، أن تلميذة تتابع دراستها بثانوية تأهيلية، أغمي عليها جراء تناولها مادة مخدرة داخل حجرة الدرس، قبل أن تسقط خلال حصة للدروس الخصوصية.