رغم مسؤوليته ككاتب عام لوزارة الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة، فإن ذلك لم يمنع أحمد العمومري، من الإقرار بوجود أزمة بين الإدارة المغربية ومرتفيقها العمومري، الذي كان يتحدث مساء اليوم في إطار فعاليات "الخميس التشاوري لسلا". الفعاليات التي أطلقها المجلس الجماعي للمدينة بتعاون مع المديرية العامة للجماعات المحلية، والمنظمة الألمانية للتعاون، وصف فيها المسؤول علاقة الإدارة المغربية بمرتفقيها بالمتوترة. وقال إن خطاب الملك محمد السادس في افتتاح البرلمان وقف على مجموعة من الاختلالات التي تعيشها الإدارة. وأضاف العمومري"إن مشاكل الإدارة تبتدئ من الاستقبال، وتعقيد المساطر، وصولا إلى عدم تفعيل عدد من القوانين والمساطر، وعدم مطالبة المواطنين أنفسهم الإدارة بتعليل قراراتها". وبخصوص الشكاوى التي يتقدم بها المواطنون ضد الإدارة، أبرز المتحدث أنه لا توجد أي مسطرة محددة يمكن للمواطن سلوكها لتتبع شكايته، وليس هناك نظام موحد، أو أجال محدد للجواب على شكايات المرتفقين"، فضلا عن تفشي الزبونية والمحسوبية داخلها. وأعطى العمومري مثالا بسيطا على عدم تفعيل المساطر القانونية بقانون البطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية. وقال "رغم صدور هذا القانون، ورغم أن البطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية تعفي من الإدلاء برسم الولادة، وشهادة الإقامة وشهادة الحياة، وشهادة الجنسية، فإن تفعيله لم يتم لحد الآن، ولا نعرف سبب ذلك، رغم الدوريات المتكررة لوزارة الوظيفة العمومية، ووزارة الداخلية، ورئاسة الحكومة حول الموضوع". العمومري، أوضح أن وزارة الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة تعمل على إخراج مرسوم جديد يخص تدبير وتتبع شكايات المواطنين، مبرزا أنه سيصدر في الخمسة أشهر المقبلة، كما تعمل على تبسيط المساطر، واستخدام التكنولوجيا الحديثة، إضافة إلى التكوين المستمر للموظفين، وتفعيل نظام المداومة، داعيا المواطنين أيضا إلى مطالبة الإدارة بتعليل قراراتها، وتمكينهم من المعلومات التي تخص قضاياهم. وافتتحت جماعة سلا اليوم فعاليات الخميس التشاوري تحت عنوان "علاقة الإدارة الجماعية بالمواطن". ويأتي هذا اللقاء، بحسب جامع المعتصم عمدة المدينة كآلية تشاركية للحوار والتشاور من أجل تعزيز الديمقراطية التشاركية والانفتاح على المواطنين، وفعاليات المجتمع المدني في القضايا التي تهمهم، وذلك خلال الخميس الأول من كل شهر. وقال المعتصم في افتتاح اللقاء "إن الجميع يعبر عن وجود أزمة بين الإدارة والمواطن وخير شهادة على هذا الموضوع هو خطاب الملك في افتتاح البرلمان، حيث شخص العراقيل التي تواجه المواطن في الادارة، فما إن يدخل دهاليزها وهو يحارب". وأضاف قائلا :"نحن ملزمون بتحسين الإدارة، ولهذا لا بد أن يكون هناك تواصل بين الفاعل المدني والإدارة كي نبني الثقة" .