في جنازة مهيبة تقدمها، الأمير مولاي رشيد، وولي العهد، الأمير مولاي الحسن، ومختلف رجالات الدولة، شيع جثمان القيادي الاستقلالي التاريخي امحمد بوستة إلى مثواه الأخير اليوم الأحد 19 فبراير الجاري بضريح بلعريف بمراكش. وووري جثمان الفقيد الثرى بعد صلاة الجنازة عليه في مسجد بن يوسف بالقرب من منزله بالقديمة، تحت حراسة أمنية مشددة. وعمد رجال الأمن إلى منع الصحافيين من حضور مراسيم الدفن، والتقاط الصور الأخيرة لجثمان الراحل، بدعوى أن أزقة المدينة القديمة الضيقة لا تسمح بولوج أكبر عدد من المواطنين للضريح، الذي دفن فيه. وشهد موكب الجنازة تدافعا قويا بين الصحافيين ورجال الأمن الذين منعوهم من تأدية واجبهم، وصل حد سقوط بعض الصحافيين والمواطنين على الأرض. وعاين موقع "اليوم 24" مشاركة رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، ووزير الداخلية محمد حصاد، ووزير العدل مصطفى الرميد، وغيرهم من وزراء حكومة تصريف الأعمال في الجنازة، التي وحدت كل ألوان الطيف السياسي المغربي. ولم تقتصر الجنازة على مشاركة الوجوه السياسية والحزبية والحقوقية المعروفة، بل إن أبناء مراكش، خاصة ساكنة المدينة القديمة، ومئات المواطنين العاديين والبسطاء شاركوا في الجنازة أيضا، وحاولوا حضور مراسيم الدفن، إلا أن المنع كان مصيرهم. "رجع فحالك"، يقول أحد رجال الشرطة مخاطبا شيخا بلغ من الكبر عثيا، فيجيبه بلكنة مراكشية، "علاش أنا غادي للجنازة..عاش الملك"، محاولا المرور، إلا أن أمنيته لم تتحقق، إذ سرعان ما أمره الشرطي بالابتعاد وتغيير الوجهة، بدعوى وجود تعليمات. وفي باب المسجد الذي احتضن صلاة الجنازة على جثمان الفقيد، الذي حمل من طرف عدد من عناصر الهلال الأحمر المغربي، وقف عدد من رجال الأمن بزي مدني يطالبون المصلين بإطفاء الهاتف، قبل دخول المسجد، فيما خصص باب آخر للمسجد لدخول الشخصيات الرسمية. وأجمعت عدد من الشهادات التي استقاها موقع "اليوم 24" من سياسيين وجيران الفقيد بمراكش على كونه رجلا من رجالات الأمة المغربية، وأحد رموزها الذين جاد بهم التاريخ، فضلا عن كونه كان جارا طيب المعشر، وحسن الجوار، بحسب ما أكد عدد من جيرانه بالمدينة القديمة لليوم 24.