بعد أربعة أشهر من الخطاب الهادئ والمرن، عاد عبد الاله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إلى لغة التصعيد بعدما بدا له أن ما تسميه قيادة البيجيدي بمناورات البلوكاج، مستمرة رغم التنازلات التي يقدمها ابن كيران، حسب قول هذا الأخير. ابن كيران الذي حل ضيفا أمس على اللجنة المركزية لشبيبة العدالة والتنمية ببوزنيقة، هدد بالقيام بمراجعات، دون أن يكشف عن طبيعة المراجعات التي سيقوم بها. وقال الأمين العام للبيجيدي، في سياق انتقاد الممارسات والسلوك السياسي الذي يقوم به خصومه السياسيون، "أن نكون معتدلين أو لا، لا يمكن القبول بهذه الأشياء، ويجب القول إن هذه الأشياء غير معقولة، ونحن قلنا هذا، وإلا سنكون مضطرين لمراجعة كل هذا الذي نقوم به". وبعد انتقاده للمناورات الدستورية التي روج لها خصومه، لسحب رئاسة الحكومة من حزبه، تحدث ابن كيران بخطاب لا يخلو من تهديد، إذ اعتبر هذه المناورات " يجعلنا نعيش أمام مشهد سوريالي غير معقول، ولا يمكن أن نبقى ننظر صامتين، لابد أن نتحمل مسؤوليتنا التاريخية". ولفت إلى أن "الديموقراطية ليست فقط التصويت ولكنها أيضا الحفاظ على صوت المواطن وحقه في أن يكون الذي يترأس الحكومة هو الذي اختاره". وبخطاب يشبه طمأنة بعض دوائر القرار، لفت المتحدث، حسب ما أورده موقع حزبه، أن الإصلاح الذي يريده الحزب لن يكون على حساب الوطن، حيث قال "لن نربك البنية، وان اقتضى الأمر حل الحزب أو الخروج من الحكومة أو الجماعات فسنفعل، لأننا جئنا من أجل الإصلاح وليس لشئ آخر"، منبها إلى أن "الإصلاح أصعب من الثورة". وتابع بالقول "نحن مسالمون، مرنون، لكن يبدو أن الأطراف الأخرى لا تستقبلنا بالقبول الحسن، فهي لا تريدنا، لأن عندنا هدف واضح وهو الاستمرار في الإصلاح". وشدد على أنه سيستمر في المقاومة مهما كانت لمقاومته من كلفة، مؤكدا أن "عدم الإصلاح هو خطر على الجميع، عليكم وعلى وطنكم ودولتكم، ولا يمكن القبول به"، قبل أن يضيف "لابد من المقاومة، وإن كان للأمر كلفة، ويمكن أن يكون له كلفة، باعتبار أن الطريق الذي اخترناه له خصوصية".