توفي القيادي التاريخي لحزب الاستقلال، والأمين العام الأسبق للحزب، أمحمد بوستة، عن عمر 95 سنة، تاركا خلفه تاريخا سياسيا مخضرما بين فترة حكم ملكين. الراحل أمحمد بوستة، خليفة علال الفاسي، يوصف بكونه رجلا مقاوما عبر تاريخ نضاله، لأي تغيير جديد على الخط السياسي لحزب الميزان، وهو ما جعله لا يتردد في التوقيع على آخر عريضة إلى جانب 38 استقلاليا، للإطاحة بأمين عام الحزب حميد شباط، عقب تصريحاته المثيرة حول "مغربية موريتانيا". وكان دوره بارزا في الوقوف على مصالحة بين حميد شباط، وغريمه رئيس تيار "بلا هوادة"، عبد الواحد الفاسي. وكان خلالها بوستة واضحا أمام أنصار الغريمين حينما قال :"إن نزوح حزب الاستقلال عن السلطة (الحكومة) كان أكبر خطأ، بل يجب أن يظل داخل السلطة من أجل مواصلة مسلسل الإصلاح ما استطاع لذلك سبيلا ..". وشغل قيد حياته، محاميا بهيئة الرباط، وتحمل مسؤولية نقيب المحامين مرتين فترة 1965 1967 و 1967 1969، وعين أمين عام لحزب الاستقلال بعد وفاة الزعيم علال الفاسي. وتحمل مسؤوليات وزارية متعددة مند سنة 1958 بحكومة بلفريج. ومن بين أهم المناصب الوزارية التي تقلدها حقيبة الخارجية وحقيبة العدل، بعد تخليه عن مهمة الأمين العام لحزب الاستقلال، حيث عوضه عباس الفاسي الفهري، الذي التحق كعضو باللجنة الرئاسية للحزب. وساهم إلى جانب عبد الرحيم بوعبيد الكاتب الأول المؤسس، لحزب الاتحاد الاشتراكي، بتقديم مطالب تعديل الدستور للملك الراحل الحسن الثاني. وعينه الملك محمد السادس، لرئاسة اللجنة الملكية المكلفة بوضع مشروع مدونة الأسرة.