أصبح المغرب يحتل المرتبة الثالثة ضمن قائمة زبناء السلاح الفرنسي في السنة الماضية، بعد أن اقتنى أضعاف ما تشتريه الجزائر من السوق الفرنسية رغم أن إمكاناتها المادية المخصصة للسلاح أكبر بكثير من المملكة. بعد أن ظهر مؤخرا أن التنافس بين المغرب والجزائر في مجال التسلح، انتقل إلى الأسلحة الذكية بسعي كل طرف إلى تعزيز قدراته العسكرية بطائرات بدون طيار وأقمار تجسس متطورة، كشف تقرير جديد لوزارة الدفاع الفرنسي صدر مؤخرا عن كون هذا السباق المحموم بين البلدين الجارين يمتص ثلثي الصفقات التي تعقدها الصناعة الحربية الفرنسية مع بلدان المغرب المغربي مجتمعة، كما يبين أن المغرب يقتني أضعاف ما تشتريه الجزائر من السوق الفرنسية رغم أن الإمكانات المادية المخصصة للسلاح لدى الجارة الشرقية أكبر بكثير من مثيلتها المغربية. فمن أصل 160 ترخيص لبيع الأسلحة لدول المنطقة في سنتي 2012-2013 حصل المغرب والجزائر على قرابة 60 في المائة. فقد بلغت بالنسبة للجزائر في سنتي2012-2013 ما قيمته 22.9 مليون أورو(حوالي 35مليار سنتيم)، مقابل 183.3 مليون أورو (حوالي 230 مليار سنتيم) للمغرب. وبهذه القيمة يحتل المغرب المرتبة الثالثة ضمن قائمة زبناء السلاح الفرنسي في السنة الماضية، وراء كل من العربية السعودية وسنغافورة. كذلك استحوذت البلدان على نفس النسبة من مجموع الصفقات التي أبرمتها باريس معهما منذ 2008؛ أما بخصوص قيمة المشتريات من الأسلحة والمعدات والتجهيزات العسكرية الفرنسية. وبلغت القيمة الإجمالية لهاته المشتريات منذ 2008 أكثر من 444 مليون أورو للجزائر(حوالي 500 مليار سنتيم)، و6،1 مليار أورو(حوالي 2000 مليار سنتيم) للمغرب من أصل 5،2 مليار أورو(حوالي 3000مليار سنتيم) قيمة مشتريات البلدان المغاربية مجتمعة خلال نفس الفترة.ويبدو أن المغرب يميل أكثر من الجزائر إلى السوق الفرنسية لاقتناء مجموعة من أسلحته رغم تراجع طلبياته بشكل كبير من 800 سنة 2008 إلى 48 طلبية فقط السنة الماضية. فخلال الفترة المتراوحة ما بين 2003 و2013، صار المغرب من بين زبناء الأسلحة الفرنسية العشرة الرئيسيين. ويحتل بالضبط المرتبة التاسعة بأكثر من 1.3 مليار أورو(حولي 1800 مليار سنتيم)، وذلك بعد العربية السعودية بقرابة 7مليار أورو، والهند بأكثر من6 مليار أورو، والبرازيل بأكثر من 5،5 مليار أورو، والإمارات العربية المتحدة ب 3 مليار أورو، والولايات المتحدةالأمريكية بأكثر من 5،2 مليار أورو، وماليزيا ب 3،2 مليار أورو، وبريطانيا بحوالي 2 مليار أورو، وكوريا الجنوبية بأكثر من 5،1 مليار أورو. ولا يكشف التقرير الفرنسي الجديد عن تفاصيل دقيقة حول مشتريات زبناء صناعة السلاح الفرنسي، ولكنه يتضمن بعض الإشارات التي يمكن أن نستخلص منها مثلا: أن المغرب اقتنى من فرنسا معدات الاتصال والإرسال وأنظمة للقيادة وللمراقبة الأوتوماتيكية، وكذلك معدات عسكرية للبحث والتجارب، وصواريخ يستثنى منها الصواريخ المضادة للدبابات، ومتفجرات مروحيات ومكوناتها، وطائرات ومروحيات حربية ومكوناتها. كما تتضمن المشتريات المغربية سفن بحرية ومكوناتها، ومعدات متطورة لإنتاج الضوء عبر الليزر، وعناصر كيماوية لتصنيع المتفجرات، ومواد تستخدم لمكافحة الشغب، وروبوتات آلية قادرة على تحديد مواقع مواد أو أجزاء أو معدات حربية أو غيرها...