أدى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتقييد دخول رعايا سبع دول إلى الولاياتالمتحدة إلى منع مسافرين إيرانيين وعراقيين من الصعود إلى طائرات متجهة نحو مدن أمريكية. وكان ترامب وقع الجمعة أمراً تنفيذياً قضى بتعليق استقبال المهاجرين لمدة أربعة شهر، ووقف ادخال المواطنين الإيرانيين والعراقيين والليبيين والصوماليين والسودانيين والسوريين واليمنيين إلى الاراضي الأمريكية لمدة ثلاثة اشهر، حتى وإن كانت بحوزتهم تأشيرات دخول. وقد أثارت خطوته هذه انتقادات دولية واسعة. وأدى القرار إلى منع مسافرين من العديد من دول الشرق الأوسط من الصعود إلى الطائرات المتجهة إلى الولاياتالمتحدة. أما من كانوا في الاجواء على متن الطائرات لحظة توقيع ترامب للقرار فقد تم توقيفهم عند وصولهم إلى الأراضي الأمريكية، بحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز". وقالت شركة الطيران الهولندية "كاي ال ام" أنها منعت سبعة مسافرين من الصعود إلى طائراتها، دون أن تذكر هوياتهم أو جنسياتهم أو وجهات سفرهم. وقال الناطق باسم الشركة: "كنا نود أن يسافروا على متن طائراتنا، لكن لن يكون للأمر معنى لأنه سيتم منعهم من الدخول إلى الولاياتالمتحدة". وفي طهران ذكرت وكالتا طيران ل"فرانس برس"، أنهما تلقتا تعليمات من شركات طيران "الاتحاد" و"الامارات" و"التركية"، بعدم بيع بطاقات سفر إلى الولاياتالمتحدة، أو السماح للإيرانيين الذين يحملون تأشيرات دخول أمريكية بالصعود إلى الطائرات المتجهة إلى الولاياتالمتحدة. وقالت طالبة إيرانية تدرس في كاليفورنيا، أنه لم يعد بإمكانها العودة إلى الولاياتالمتحدة، لأن تذكرتها قد الغيت بسبب الاجراءات الجديدة. وأوضحت الطالبة لوكالة "فرانس برس" في طهران، مشترطة عدم نشر اسمها "كنت أملك تذكرة طيران بتاريخ 4 فبراير على متن الخطوط الجوية التركية للتوجه إلى الولاياتالمتحدة لكنها الغيت". وانتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الأمريكي، وقال إن الوقت ليس "لبناء الجدران بين الأمم". من جهتها أعلنت وزارة الخارجية الايرانية أنها "سترد بالمثل بعد القرار المهين للولايات المتحدة في ما يخص المواطنين الإيرانيين لحين العودة عن هذه الاجراءات". وأضافت أن القرار "غير شرعي وغير منطقي ويتعارض مع القوانين الدولية". جدير بالذكر، أن أكثر من مليون إيراني يعيشون في الولاياتالمتحدة. وفي الخرطوم أعربت وزارة الخارجية السودانية عن "أسفها" للقرار الأمريكي. كما أبلغ زوجان عراقيان مع أولادهما السبت في مصر، وهي دولة غير مشمولة بالإجراءات الجديدة، أنهم لن يتمكنوا من الصعود الى طائرة مصر للطيران المتجهة من القاهرة إلى نيويورك. وقال المسؤولون في المطار أن العائلة العراقية تحمل تأشيرات أمريكية. وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن لاجئين عراقيين أوقفا عند وصولهما إلى مطار كينيدي في نيويورك بعد ساعات على صدور قرار ترامب. والسبت قامت جمعية الحريات المدنية الأمريكية ومجموعات حقوقية اخرى بتقديم اعتراض قانوني على قرار ترامب. كما طالب محامون يمثلون اللاجئين العراقيين بإطلاق سراحهما لأن توقيفهما تم بطريقة غير قانونية. وردت الأممالمتحدة على ترامب بحثه على التمسك "بتقاليد بلاده القديمة" التي ترحب باللاجئين وتعاملهم بمساواة بغض النظر عن عرقهم وجنسيتهم ودينهم. أما الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، فقد صرح أن أوروبا يجب أن يكون لها "رد حازم" على ترامب، وعندما "يرفض استقبال اللاجئين في الوقت الذي قامت فيه أوروبا بواجباتها فإن علينا أن نرد". وفي لبنان أبدى اللاجئون السوريون الذين يعيشون في المخيمات تحسرهم على قدرهم. وسأل أبو محمد الغول الذي يقيم في مخيم غير رسمي في منطقة المرج في البقاع "ما الذي فعله السوريون ليستحقوا هذا! " وأضاف الرجل الأربعيني "ومن يفعل هذا؟ دولة ديموقراطية". وأغاظت خطوة ترامب الممثلة الإيرانية ترانه عليدوستي التي تقوم ببطولة فيلم "البائع" المرشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي هذا العام، معلنة أنها ستقاطع حفل جوائز الأوسكار في لوس أنجليس أواخر فبراير المقبل. وينص قرار ترامب على عدم السماح لرعايا سبع دول ذات غالبية مسلمة بالسفر إلى الولاياتالمتحدة حتى وان كانت لديهم تأشيرات، وذلك لمدة 90 يوما اعتبارا من تاريخ صدور القرار. كما يمنع القرار دخول اللاجئين السوريين إلى أجل غير مسمى، أو إلى أن يقرر ترامب نفسه أن وجودهم لم يعد "يشكل خطراً". كما يجمد القرار كامل برنامج إعادة توطين اللاجئين بأكمله لمدة 120 يوماً على الأقل، حتى يتم وضع قوانين تدقيق مشددة. واعلنت شركة الطيران القطرية التي تسير رحلات الى 15 مدينة أمريكية أنها ستمتثل للإجراءات الجديدة، مضيفة أن المسافرين الذين يملكون "الوثائق الصحيحة" سيتم السماح لهم بالسفر. وأوردت الشركة على موقعها الإلكتروني، أن المواطنين من الدول على لائحة المنع بإمكانهم السفر إلى الولاياتالمتحدة إذا كانوا يملكون اقامات دائمة هناك. وذكرت الشركة أن القرار يعفي المسؤولين الحكوميين وأفراد عائلاتهم من قرار المنع إلى جانب ممثلي المنظمات الدولية. ولكن مسؤولاً في البيت الأبيض، أوضح لوكالة "فرانس برس"، أن حملة بطاقات الاقامة الدائمة الخضراء (غرين كارد) من مواطني الدول المشمولة بالحظر والموجودين حالياً خارج الولاياتالمتحدة لا يمكنهم العودة تلقائياً إلى هذا البلد بل يتوجب عليهم قبلاً "التوجه إلى القنصلية الأمريكية" الأقرب إليهم للحصول منها على وثيقة تؤكد أن بوسعهم فعلاً العودة للولايات المتحدة. أما بالنسبة إلى حملة البطاقة الخضراء من مواطني الدول المشمولة بالحظر والموجودين حالياً داخل الولاياتالمتحدة ولكن يريدون السفر إلى الخارج، فعليهم قبل مغادرة الأراضي الأمريكية أن يحصلوا بدورهم على ترخيص بالعودة من مسؤول قنصلي، كما أوضح المصدر نفسه. من ناحيتها اكتفت وزارة الخارجية الأمريكية بالقول، إن "رعايا الدول السبع المشمولة بالحظر لن يكون بإمكانهم السفر إلى الولاياتالمتحدة طيلة الأيام ال90 المقبلة أيا تكن التأشيرة التي بحوزتهم"، مضيفةً أن قرار "الحظر لا يسري على رعايا هذه الدول الذين يحملون في الوقت نفسه الجنسية الأمريكية".