حددت غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية مراكش يوم الأبعاء 22 فبراير، تاريخا لمناقشة ملف يتابع فيه صاحب دكان بقالة "بمقاطعة المنارة" بتهمتي "التغرير بقاصرات وهتك عرضهن"، على خلفية الاشتباه في قيامه باستدراج أربع طفلات، تتراوح أعمارهن بين خمس وسبع سنوات، إلى دكانه الواقع بدوار "ماشو" بحي المسيرة الأولى، من أجل ممارسة الجنس عليهن بطريقة شاذة. وقد جاء اعتقال المتهم، عصر يوم الثلاثاء الفارط، بعد شكايات تقدمت بها عائلات القاصرات الأربع، اللائي يقطن بمنازل مجاورة للدكان، تتهم فيها صاحبه، وهو في العقد الخامس من العمر، بالاعتداء الجنسي عليهن، ومعززين الشكايات باستعداد بعض سكان الحي نفسه لتقديم شهاداتهم حول الواقعة المذكورة، قبل أن يتم توقيفه من طرف المصالح الأمنية بمراكش، التي أحالته على فرقة الأخلاق العامة، التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية، التي تكلفت استمعت إليه، ليتقرر وضعه رهن تدابير الحراسة النظرية، من أجل استكمال البحث التمهيدي، ليتم تقديمه أمام أحد نواب الوكيل العام للملك لدى استئنافية المدينة، الذي استنطقه، مقررا متابعته، في حالة اعتقل، بالتهمتين المذكورتين، ومحيلا إياه على المحاكمة أمام غرفة الجنايات الابتدائية بالمحكمة نفسها، التي أجلت الجلسة استجابة لملتمس تقدم به المحامي الذي يؤازر المتهم، من أجل منحه مهلة للاطلاع على وثائق الملف وإعداد الدفاع. ويأتي توقيف المتهم الأخير بالبيدوفيليا بعد ملف مشابه سبق للغرفة نفسها أن أدانت فيه بقالا آخر بمقاطعة النخيل، بسنتين سجنا نافذا، بعد أن تابعته، في حالة اعتقال، بتهمة "هتك عرض قاصر"، كما قضت ضده بتعويض قدره 10 آلاف درهم لفائدة أسرة الضحية. وكانت المصالح الأمنية أوقفت، قبل أكثر من سنتين، المتهم، الذي كان في العقد السادس من العمر، بعد أن بلغها خبر محاصرة العشرات من المواطنين بدوار "سيدي يحيى أولاد ملوك" لمنزله، للاشتباه في استدراجه قاصرا لا يتعدى عمره 11 سنة من أجل ممارسة الجنس عليه، قبل أن تتم إحالته على الدائرة الأمنية الخامسة، ثم على فرقة الأخلاق العامة، التي استمعت للمتهم ولمجموعة من الشهود، قبل أن تحيل الملف على وكيل الملك بابتدائية مراكش، والذي كان أعطى تعليماته للفرقة من أجل تعميق البحث في هذه القضية، التي أثارت وقتها جدلا واسعا، خاصة في ظل المشاهدة القياسية التي حظي بها فيديو، مدته حوالي دقيقتين، تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، يوثق بالصورة والصوت واقعة اقتحام العشرات من المواطنين لمنزل المشتبه فيه، وضبطه وهو متهم بممارسة الجنس على القاصر، والذي صرّح للسكان المحتجين بأن البقال اعتاد ممارسة الشذوذ الجنسي عليه، مقابل نفحه بدراهم معدودة أو إعطائه قطعا من الحلوى. من جهته، نفى المتهم، في البداية، قيامه بهتك عرض القاصر، قبل أن ينهار أمام المحققين ويعترف بالتهمة المنسوبة إليه، مصرحا لهم بتفاصيل علاقاته الجنسية للطفل، وكيف أنه اعتاد على تسليمه قطعا من الحلوى أو النقود من أجل استدراجه إلى دكانه و ممارسة الجنس عليه، موضحا بأنه نقل الضحية على متن دراجته النارية إلى منزله بدوار "سيدي يحيى أولاد ملوك"، على أساس أنه سوف يهدي إليه ملابس رياضية، دون أن يفطن إلى أن أفرادا من عائلة الطفل كانوا يراقبونه ويتعقبونه، قبل أن يقتحموا المنزل ويضبطوا المتهم برفقة القاصر الذي كان مجردا من ملابسه، والذي انهار وأجهش باكيا، مؤكدا تعرّضه المستمر للاستغلال الجنسي من طرف صاحب البقال، الذي قال بأنه اعتاد ممارسة الجنس عليه في دكانه ومنزله بالدوار المذكور.