قال المؤرخ السياسي المغربي، امحمد جبرون، إن التصريحات التي أدلى بها حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، حول موريتانيا، ب"مثابة حقائق تاريخية لا غبار عليها وأضاف جبرون في اتصال مع موقع "اليوم 24″، تعليقاً على الجدل الذي أثارته تصريحات حميد شباط، واعتبر فيها أن "موريتانيا كانت جزء من المغرب"، (أضاف)، أن "موريتانيا لم يكن لها وجود، ولم تكن كياناً سياسياً مستقلاً بذاته".
وأبرز المتحدث ذاته، أن "استقلالها عن المغرب لم يكن قدراً مقدوراً".
وتابع المؤرخ السياسي، أن "تبعية موريتانيا للمغرب حقيقة تاريخية يعرفها الجميع، بما في ذلك مؤرخي وشيوخ موريتانيا أنفسهم، هذه حقائق التاريخ لا يمكن لأحد أن يلغيها".
كما أشار إلى أن الهجوم على شباط تحركه دوافع سياسية وليست تاريخية.
واعتبر جبرون أن البلاغ العنيف الذي أصدرته وزارة الخارجية المغربية، ضد حميد شباط، يكشف أنها "أصبحت توظف لتصفية الحسابات السياسية بشكل مفضوح، خاصة وأن هذا البلاغ يأتي بعد بلاغ آخر أصدره مزوار ضد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، رداً على تصريحاته حول التدخل الروسي في سوريا".
للإشارة، أصدرت الخارجية المغربية، يوم أمس الاثنين، بلاغاً، وصفه المتتبعون ب"العنيف" جاء فيه، أن المغرب "يعلن رسمياً احترامه التام لحدود الجمهورية الإسلامية الموريتانية، المعروفة والمعترف بها من طرف القانون الدولي، ووحدتها الترابية"، وأن تصريحات شباط لا تمس سوى بمصداقيته".
وتابعت الوزارة التي يقودها صلاح الدين مزوار، الرئيس السابق لحزب التجمع الوطني للأحرار، أن المغرب "واثق من أن موريتانيا ورئيسها وحكومتها وشعبها لن يولوا أهمية لهذا النوع من التصريحات".
كما اعتبر البلاغ، أن حميد شباط يساير بتصريحاته "المنطق نفسه الذي يتبناه أعداء الوحدة الترابية للمملكة، الذين يناوؤون عودتها المشروعة لأسرتها المؤسساتية الإفريقية".
من جهته لم يتردد حزب الاستقلال في مهاجمة بلاغ الخارجية المغربية، رافضاً تشكيكها في وطنية أمينه العام حميد شباط.
وقال بلاغ للجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، إن " وزارة الخارجية ليس من مهامها تقييم وتصنيف مواقف وقرارات الأحزاب السياسية، كما أنها مطالبة بالتوفر على قدر كبير من الكياسة و اللباقة في اختيار العبارات التي تصوغ بها بياناتها، وأن حزب الاستقلال يرفض التطاول عليه وعلى أمينه العام، كما يرفض تلقي دروس في الوطنية من وزير الخارجية".
ورداً على ما أثارته تصريحات شباط داخل موريتانيا، وداخل الحزب الحاكم تحديداً، أوضح الاستقلال أن حديث الأمين العام للحزب أمام مناضلات ومناضلي المركزية النقابية الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، جاء في سياق استحضار مرحلة من تاريخ المغرب المعاصر، و في إطار استعراض أهم المحطات في التاريخ السياسي للمغرب، وما طبعها من اختلافات بين مختلف الأطراف، مبرزاً أنه في هذا السياق، جاء الحديث عن كون موريتانيا جزء من المغرب، وهو موضوع كان محل نقاش وانقسام في المغرب و موريتانيا، بما لا يمكن لأية جهة أن تزيله كحقيقة تاريخية.