أصبحت الدول التي كانت تعاني من الحرب والعنف، إحدى الوجهات السياحية الأكثر شعبية التي باتت تجذب المئات من المسافرين البريطانيين سنوياً. كانت هذه الدول رغم الحروب الأهلية وجرائم الإبادة الجماعية الوجهات الأكثر خطورة، لكنها بالنسبة للبعض تمثل ملاذاً آمناً. وعلى الرغم من أن الاضطراب الاجتماعي والسياسي الذي ألحق ضرراً بالسياحة، فإن هذه البلدان شهدت ازدهاراً. صحيفة Express البريطانية قدمت لائحةً تضم 8 وجهات سياحية تعتبر الآن آمنة:
1- آيرلندا:
شهدت آيرلندا اضطرابات ل 3 عقود. وعلى الرغم من أن معظم الهجمات العنيفة وقعت في آيرلندا الشمالية، إلا أن الاضطرابات امتدت في بعض الأحيان إلى جمهورية آيرلندا وإنجلترا. تصاعد التوتر منذ العام 1969 بين القوميين (الآيرلنديين أو الكاثوليك) والاتحاديين (البريطانيين والبروتستانتيين). فقد أراد القوميون أن تكون آيرلندا موحدة ومستقلة عن المملكة المتحدة. ولذلك تصاعدت أعمال العنف التي تميزت بالحملات العسكرية، الأمر الذي سبب متاعب لسكان آيرلندا الشمالية. ولم يتوقف العنف إلا عندما تم التوقيع على اتفاق "الجمعة العظيمة" في العام 1998 بين الحكومة البريطانية وأربعة أحزاب أخرى، بما في ذلك حزب "شين فين". ووفقاً لوزارة الخارجية البريطانية، فإنه لا يزال هناك تهديد بالعنف من قبل الجيش الجمهوري الآيرلندي. وعلى الرغم من هذا، تعد آيرلندا وجهة سياحية مزدهرة، وبالنسبة للبريطانيين أصبحت مدنا مثل دبلن وبلفاست وجهات مفضلة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع.
بعد الحرب العالمية الثانية، أصبحت كرواتيا وجهة مفضلة للبريطانيين الذين بإمكانهم السفر إليها، على الرغم من كونها تحت حكم شيوعي. ومع ذلك، وبعد انهيار الشيوعية في أوروبا الشرقية، اندلعت الحرب الأهلية اليوغوسلافية وأصبحت البلاد مكاناً خطراً للزيارة، وعانت كرواتيا من اضطرابات سياسية، إذ كانت تحارب ضد الصرب للحفاظ على استقلالها. لكن كرواتيا تمكنت بحلول العام 1998 وبمساعدة الأممالمتحدة، من استعادة السيطرة على معظم أراضيها. وعلى مدى السنوات التالية، عانت كرواتيا من توترات مدنية. وفي العام 2003، قدمت البلاد طلبا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وبذلك، ازدهرت سياحتها شيئاً فشيئاً وأصبحت من أكثر الوجهات السياحية شعبية لدى السائحين البريطانيين.
خلال فترة حكم الزعيم الماركسي بول بوت، كان "الخمير الحمر" مسؤولون عن واحدة من أبشع جرائم الإبادة الجماعية في القرن ال 20. فمن سنة 1975 إلى سنة 1979، قُتل ما يقارب من مليوني شخص بريء في ظل نظام وحشي. وفي القرن ال 21، شهدت السياحة الكمبودية ازدهاراً، خاصة وأن عديد الناس، بما في ذلك المولعين بالسفر، يتوجهون لها للتعرف على ثقافتها الغنية.
شهدت فيتنام حرباً ضروساً لمدة 40 سنة، وكانت من البلدان التي يجب تجنبها. كما أن الحرب، التي شاركت فيها الولاياتالمتحدة، حرضت حكومة فيتنامالجنوبية ضد الحكومة الشمالية. أدت هذه الحرب إلى مقتل حوالي مليوني مدني. ولكن فيتنام بدأت شأنها شأن كمبوديا، في التعافي من الحرب في أواخر السبعينات والثمانينات. وبحلول القرن الواحد والعشرين، أصبحت الفيتنام ملاذا آمنا لكثير من المسافرين.
5- ناميبيا:
كانت ناميبيا جزءاً من الامبراطورية الألمانية في جنوب غرب أفريقيا. وفي أوائل القرن العشرين، ارتكبت الامبراطورية الألمانية واحدة من أفظع جرائم الإبادة الجماعية في ذلك القرن، وذلك بهدف القضاء على شعب الهيريرو والناما. وحتى بعد سنوات من الإبادة الجماعية، تعرض شعب الهيريرو والناما إلى معاملة قاسية. وعلى الرغم من أن ناميبيا استقلت بعد الحرب العالمية الثانية، فإن ألمانيا لم تقدم اعتذارا رسميا عن المذبحة إلا في سنة 2004. أما الآن، فإن البلاد أصبحت آمنة وأصبحت وجهة للمسافرين البريطانيين الذين تجذبهم الحياة البرية هناك. وعلى الرغم من أن ناميبيا تعتبر آمنة، إلا أن وزارة الخارجية البريطانية أفادت بأن هناك ارتفاعا لمستوى الجرائم في الشوارع هناك.
عندما نالت أوغندا استقلالها من بريطانيا، قام النظام الوحشي بترهيب وتعذيب وقتل الناس، ما اضطر حوالي 80 ألف شخص من الآسيويين للهرب من البلاد بعد أن طردوا، وصادرت الحكومة ممتلكاتهم ومنازلهم وشركاتهم. كما ارتفعت نسب العنف، خاصة مع اندلاع الحرب بين أوغندا وتنزانيا خلال سبعينيات القرن الماضي. واستمرت هذه الحرب لمدة 5 أشهر. لكن أوغندا تُعد الآن وجهة آمنة لقضاء العطلة، وقد شهدت ارتفاعا في عدد السياح.
يوجد هذا البلد في أمريكا الوسطى، ويقع بين المحيط الهادي والبحر الكاريبي. وهو معروف بتضاريسه وبحيراته وبراكينه وشواطئه الخلابة. وهو ما جعل نيكاراغوا وجهة سياحية لكثير من الناس. بالإضافة إلى أنها من أكثر البلدان أماناً في أمريكا الوسطى. خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي، حدثت ثورة تمت على إثرها الإطاحة بنظام الدكتاتور ساموزا. لكن الثورة لم تتوقف عند هذا الحد، بل اندلعت حرب دامت 10 سنوات وقُتل فيها آلاف الأشخاص.
تحذر وزارة الخارجية المسافرين لكولومبيا من نسب الجريمة المرتفعة هناك، ومن تجارة المخدرات والتهريب عبر الحدود مع فنزويلا. وعلى الرغم من ذلك، ومقارنة بما كانت عليه قبل 50 سنة، تعد كولومبيا الآن مكانا آمنا نسبيا، كما أنها إحدى أهم الوجهات بالنسبة لعديد المسافرين.