بعث الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، إثر وفاة والدته الحاجة مفتاحة الشامي، التي انتقلت إلى عفو الله مساء أمس الاثنين. وقال الملك، في هذه البرقية "تلقينا بتأثر بالغ وحزن عميق، نعي المشمولة بعفو الله تعالى ورضاه، والدتك المبرورة الحاجة مفتاحة الشامي، التي اختارها الله إلى جواره في هذه الأيام المباركة من شهر ربيع الأول، تغمدها الله بواسع رحمته وغفرانه". كما أعرب الملك، بهذه المناسبة الأليمة، لابن كيران، ومن خلاله لإخوته ولكافة أفراد أسرته الموقرة وجميع أهلهم وذويهم، عن أحر تعازي وصادق مواساته، سائلا الله تعالى أن يتقبل الفقيدة العزيزة في عداد الصالحين من عباده الموعودين بالمغفرة والرضوان، وأن يمطر عليها شآبيب رحمته، ويجزيها خير الجزاء على ما قدمت بين يدي ربها من جليل الأعمال وخالص المبرات. ومما جاء في هذه البرقية أيضا "وإذ نشاطركم أحزانكم في هذا المصاب الأليم، الذي لا راد لقضاء الله فيه، فإننا نضرع إليه جلت قدرته أن يمتعك برضاها جزاء على برك وإحسانك إليها، ويحفظك وذويك من كل مكروه، وأن يعوضكم عن رحيلها جميل الصبر وحسن العزاء". يشار إلى أن الراحلة، مفتاحة الشامي الخزرجي، ابنة أسرة فاسية محافظة، عاشت يتيمة الأم، منذ سنتها الأولى، لتتكفل بتربيتها، "دادا فاطمة".. ظلت لها بمثابة الأم إلى حين انتقالها للعيش بالعاصمة الإدارية، في منتصف عقدها الثالث. الراحلة لم تحصل على تعليم جامعي، بقدر ما استطاعت بلوغ حد من التعلم العصامي، بشكل جعلها تتقن القراءة والحساب، وفهم الوضع السياسي بالبلاد، منذ زمن الحماية الفرنسية، إلى حدود ترؤس ابنها الحكومة، وهي بسن التسعين.