بعث الملك محمد السادس ببرقية تعزية إلى أفراد أسرة المرحوم عبد الله باها الذي توفي أول أمس الأحد على إثر حادثة قطار ببوزنيقة. ومما جاء في البرقية "فقد كان للنبإ المحزن لوفاة فقيدكم العزيز، المرحوم عبد الله باها، الوقع الأليم في نفسنا، أحسن الله قبوله إلى جواره مع الشهداء من عباده المنعم عليهم بجنات النعيم". وأعرب الملك بهذه المناسبة الأليمة، لأفراد أسرة الفقيد ومن خلالهم لكافة أهلهم وذويهم، عن أحر تعازي جلالته وأصدق مواساته، في هذا الرزء الفادح، الذي لا راد لقضاء الله فيه سائلا الله تعالى أن يلهمهم الرضا بقضائه وقدره، ويعوضهم عن فقدان الراحل العزيز أحسن العزاء، وجزيل الثواب، والصبر الجميل، وأن يجعلهم من عباده المؤمنين الذين صدق فيهم قوله عز وجل "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة، وأولئك هم المهتدون". وقال جلالة "ومما يبعث على العزاء الصادق ما خلفه الفقيد من أعمال مبرورة، ومن ذكر طيب بين كل من عرفوه عن قرب أو تعاملوا معه، حيث كان مثالا للطف والبساطة والصدق والتواضع. كما كان، رحمه الله، نموذجا لرجالات الدولة الذين نهضوا بمسؤولياتهم وأماناتهم، بكل إخلاص ونكران ذات، في وفاء صادق لمقدسات الأمة. وهو ما جعله يحظى بالتقدير والاحترام من لدن الجميع". وأضاف الملك "وإذ نشاطركم أحزانكم في هذا الظرف العصيب، مؤكدين لكم سابغ عطفنا وموصول عنايتنا، فإننا ندعو الله تعالى أن يتقبل فقيدكم العزيز في عداد الشهداء والصالحين من عباده، وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدم بين يدي ربه، من صادق العطاء وجليل الأعمال، وأن يلقيه نضرة وسرورا، يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا". وبعث صاحب الملك محمد السادس أيضا برقية تعزية إلى رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، ومما جاء فيها" علمنا ببالغ الأسى وشديد التأثر، بالحادث المفجع الذي أودى بحياة المشمول بعفو الله ورضاه، وزير الدولة في حكومة جلالتنا، المرحوم عبد الله باها، تقبله الله في عداد الشهداء والصالحين من عباده، وأسكنه فسيح جنانه". وأعرب الملك بهذه المناسبة المحزنة، لابن كيران ومن خلاله لكافة أعضاء الحكومة، عن أحر تعازي جلالته، وأصدق مشاعر مواساته، في هذا المصاب الأليم الذي لا راد لقضاء الله فيهo سائلا الله تعالى أن يلهمهم جميل الصبر وحسن العزاء. وأكد الملك أن "وفاة الفقيد لا تعد خسارة فادحة لأسرته المكلومة وحدها، وإنما هي رزء جسيم بالنسبة لنا ولحكومة المملكة، لما كان يتحلى به، رحمه الله، من خصال رجل الدولة الكبير، خديما وفيا لجلالتنا، ولما قدمه لوطنه من أعمال جليلة، عند تحمله للمسؤوليات الحكومية أو الوطنية، التي تقلدها بكل حكمة ونزاهة واقتدار ونكران ذات". واستحضر الملك في البرقية ذاتها، "بكل تقدير وإكبار، ما خلفه، رحمه الله، من ذكر حسن بين أصدقائه ومعارفه ومحبيه، ومن آثار طيبة من أعماله المبرورة، وما هو مشهود له به من لطف وبساطة وتواضع، وحسن خلق، ومن ثبات على المبادئ، وتشبث مكين بثوابت الأمة ومقدساتها". وتوجه الملك بالدعاء لله تعالى بأن يوفي الراحل أحسن الجزاء، وأجزل الثواب، عما قدم بين يدي ربه، من صادق العطاء وجليل الأعمال، وأن يشمله بمغفرته ورضوانه في جنات النعيم، مصداقا لقوله سبحانه "أولئك يجزون الغرفة بما صبروا، ويلقون فيها تحية وسلاما، خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما".