أخيرا تدخلت القوات الإسبانية بعنف واقتحمت حي «لكانياذا» بمليلية المحتلة الذي يعتبر معقل للمناوئين للحكومة المحلية وإسبانيا بصفة عامة، لتعتقل 11متهما بالاتجار في المخدرات بعد أسبوع من الأحداث التي عرفها حي «لكانياذا» بمليلية المحتلة، تدخلت عناصر الشرطة الوطنية الإسبانية بقوة، الأحد المنصرم، للسيطرة على أكبر معقل للمناوئين للحكومة المحلية وإسبانيا بصفة عامة، حيث تمكّنت عناصر الأمن الذين تجاوزوا 100 عنصر من تنفيذ تدخل على الحي لاعتقال من أسمتهم ب «مثيري الشغب»، الذين اكتشفت بحوزتهم مجموعة من الأسلحة البيضاء وسلاح ناري، وأزيد من 20 ألف أورو، وكمية من مخدر «الشيرا» قدرت ب15 كلغ، بالإضافة إلى كمية من الكوكايين. التدخل الأمني الذي نفذته مختلف تشكيلات الشرطة الوطنية الإسبانية، أسفر أيضا على اعتقال 11 من المتهمين بالاتجار في المخدرات والسطو المسلح، الذين ضبطت بحوزتهم الأسلحة البيضاء، وهم من أصحاب السوابق العدلية المتعلقة بالإخلال بالنظام العام، على حد تعبير الحكومة المحلية في بيان لها عممته على الصحافة المحلية، والذين تعتبرهم -أي المعتقلين- مسؤولين على تحريض المحتجين يوم 10 يناير المنصرم. العملية التي وصفت ب «الدقيقة» عمدت إلى استهداف المعتقلين في 9 منازل، بعد تحليل الصور «الفوتوغرافية» وتسجيلات «الفيديو» التي التقطتها عناصر المخابرات للمحتجين، قبل أن تعمل نفس العناصر على تحديد عناوين وهويات الأشخاص الذين تم التعرف عليهم من خلال تحليل الصور، قبل أن تعمل إدارة الشرطة على تنفيذ خطة أمنية استهدفت في البداية تطويق الحي، قبل اقتحام المنازل المعنية. العملية حظيت باهتمام الأحزاب السياسية والنقابات المهنية بالمدينة، حيث قدمت معظم هذه التنظيمات «تهانيها» لجهاز الشرطة على نجاح العملية. وفي هذا السياق، قالت نقابة الشرطة بأن العملية احترم فيها المنفذون القانون، واعتقلوا فقط العناصر التي يشتبه في كونها تمارس أعمال إجرامية، والمسؤولين على إثارة أعمال الشغب. وكان هذا الحي في العاشر من يناير الجاري مسرحا لاحتجاجات ومواجهات عنيفة بين الشرطة الإسبانية والمحتجين الذين ينحدرون من أصول مغربية، حيث عمد المحتجون إلى رشق عناصر الشرطة بالحجارة أثناء محاولتهم اقتحام الحي، وتطور الأمر إلى استعمال سلاح ناري وزجاجات «الملوتوف» التي أصابت عددا من عناصر الشرطة، وقال المحتجّون حينها بأن احتجاجاتهم جاءت كرد فعل على الإقصاء الممنهج الذي تمارسه في حقهم سلطات الاحتلال، خاصة على مستوى الوظائف. في السياق ذاته كشف مصدر مطلع، بأن العملية التي نفذتها الشرطة الوطنية هي محاولة من جانب الحكومة المحلية والشرطة لإظهار حي «لكانياذا» بأنه حي يأوي المجرمين والمنحرفين وتجار المخدرات، وأن هذه العملية تأتي لتأليب الرأي العام المحلي على هذا الحي الذي يأوي الإسبان من أصول مغربية، حتى لا ينالوا تعاطفا من قبل الشارع، في حالة خروجهم للمطالبة بحقوقهم في الأيام المقبلة، معتبرا أن الأشخاص الذين تم اعتقالهم ليسوا المسؤولين عن الاحتجاجات، وأن الذين قادوا تلك الاحتجاجات معروفين، ويقومون بالتحضير لاحتجاجات أخرى في الأيام المقبلة.