أدانت غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية مراكش، أخيرا، أربعة أشخاص، بينهم قاصر، بست وثلاثين سنة سجنا نافذا، بعد أن تابعتهم، في حالة اعتقال، بتهم تتعلق ب»تكوين عصابة إجرامية متخصصة في السرقة بالعنف وتحت التهديد بالسلاح الأبيض، والاختطاف والاحتجاز بهدف الاغتصاب، وصنع صور خليعة»، حيث أدانت ثلاثة متهمين بعشر سنوات سجنا لكل واحد منهم، في حين تمت إدانة القاصر بست سنوات سجنا نافذا، وقد جاء سقوط العصابة إثر التحريات الأمنية التي قام بها المركز الترابي للدرك الملكي بالجماعة القروية «أوريكة»، بإقليم الحوز، بضواحي مدينة مراكش، على خلفية تلقيه العديد من الشكايات، حول تعرض مجموعة من ساكنة المنطقة وزوارها لاعتراض سبيلهم من طرف عصابة مكونة من أربعة أشخاص يقومون بسرقتهم ويعرضونهم للعنف. وكانت الشكاية التي سرعت بفتح التحقيقات الأمنية، هي تلك التي تقدم بها شخص كان برفقة خليلته، اتهم فيها مجموعة من الشبان باعتراض طريقه وتعريضه للضرب والجرح، قبل أن يختطفوا صديقته، التي قال بأنهم مارسوا عليها الجنس بالتناوب، تحت التهديد باستعمال السلاح الأبيض، فيما كان أحدهم يوثق مشاهد الاغتصاب الجماعي عبر تصويرها بواسطة هاتفه المحمول. شكاية أخرى أسقطت أحد المتهمين الأربعة، رغم أنها تتعلق بأفعال أقل خطورة من الجرائم السابقة، ويتعلق الأمر بسرقة هاتف محمول من أحد الأشخاص المنحدرين من المنطقة، الذي دلّ الدرك الملكي على اسم الشخص الذي اتهمه باعتراض سبيله، والذي لم يكن سوى المتهم القاصر، الذي اعترف، بعد توقيفه، بارتكاب الجريمة الأخيرة، مُقرّا، أيضا، باقترافه لعدة عمليات سرقة أخرى باستعمال بالعنف، وبواسطة السلاح الأبيض، وهي الجرائم التي أوضح بأنه كان يقوم بها برفقة باقي المتهمين، الذين أفصح للمحققين عن أسمائهم وأماكن تواجدهم، مضيفا بأن الأنشطة الإجرامية للعصابة تتركز في منطقة «بومية»، وبالقرب من مقر السوق الأسبوعي «اثنين أوريكة»، وعلى الطريق الرابطة بين منطقة «العكَرب» وبلدية «تحناوت». بعد أن تقرّر وضع الموقوف القاصر رهن تدابير الحراسة النظرية بمركز الدرك الملكي بأوريكة، من أجل استكمال البحث التمهيدي، انتقلت الضابطة القضائية إلى منازل باقي المشتبه فيهم، الذين تم اقتيادهم إلى مقر المركز، للاستماع إليهم في شأن الاتهامات التي كالها إليهم القاصر، قبل أن تتفجر مفاجأة من عيار ثقيل، عندما عثر عناصر الدرك الملكي، وهم يقومون بمعاينة الهاتف النقال لأحد الموقوفين، على صور خليعة توثق لعملية اغتصاب جماعي ارتكبها المتهمون في حق فتاة، كشفت التحقيقات الأمنية بأنها تعمل نادلة بأحد المقاهي بالمنطقة، والتي آثرت الصمت على التقدم بأية بشكاية ضد المتهمين، خشية افتضاح أمرها بين سكان هذه المنطقة الجبلية المحافظة. بعد مواجهتهم بالصور الخليعة، لم يجد الموقوفون بدًّا من الاعتراف بالأفعال الإجرامية المنسوبة إليهم، ليتقرّر وضعهم رهن الحراسة النظرية، قبل تقديمهم أمام النيابة العامة باستئنافية مراكش، التي استنطقتهم وتابعتهم بصك اتهام ثقيل، ثم أحالتهم على قاضي التحقيق بالمحكمة نفسها، الذي استنطقهم، من جهته، تمهيديا وتفصيليا، ليقرّر متابعتهم بالتهم نفسها المتعلقة ب «تكوين عصابة إجرامية متخصصة في السرقة بالعنف وتحت التهديد بالسلاح الأبيض، والاختطاف والاحتجاز بهدف الاغتصاب، وصنع مواد خليعة»، قبل أن يحيلهم على المحاكمة أمام غرفة الجنايات الابتدائية.