في ظل غياب أي أرقام حول الميزانية، التي خصصتها وزارة الداخلية المغربية لبناء السياجات الحدودية، التي تفصل مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، والداخل المغربي، وأيضا تكاليف الصيانة والنظافة؛ كشف تحقيق قدمه موقع "دياغونال" الإسباني تحت عنوان "الصفقات الكبرى لتأمين الحدود"، أن إسبانيا والاتحاد الأوربي صرفا على الأقل، منذ عام 2005، ما يزيد عن 63 مليار سنتيم (36 مليون أورو) لتأمين حدودها الأرضية مع المغرب. وأضاف التحقيق أن العديد من الشركات الإسبانية والأوربية استفادت من هذه الصفقات الكبيرة على حساب مآسي آلاف المهاجرين غير الشرعيين، الهاربين من الحروب والمجاعة. ويوضح التحقيق نفسه أن تأمين حدود سبتةالمحتلة مع الداخل المغربي كلف 27 مليار سنتيم. وكانت الشركة الإسبانية "دروكادوس"، التابعة لمجموعة أنشطة البناء والخدمات، قد أنجزت هذا المشروع بأكثر من 5 مليار سنتيم، واستفادت من 13 مليار سنتيم بخصوص عملية إصلاح وصيانة هذه الأسيجة حتى عام 2009. وبعد ذلك، تم التعاقد مع الشركة الإسبانية "Ferrovial Agroman"، التي تكلفت بالصيانة والإصلاح بميزانية قدرت ب8 مليار سنتيم. واشترى الإسبان كذلك شبابيك مسيجة استعملت في حدود سبتةالمحتلة من الشركة الأوربية الرائدة في صناعة الأسيجة "European Security Fencing" بقيمة 405 مليون سنتيم. وبخصوص السياجات الحدودية، التي تفصل مدينة مليلية عن الداخل المغربي، فقد كلفت ميزانية قدرها 37 مليار سنتيم تقريبا، إذ تم بناء السياج الحديدي على امتداد 7 كيلومترات تقريبا من قبل الشركة الإسبانية "إندرا"، المتخصصة في البناء والخدمات بقيمة مالية بلغت 21 مليار سنتيم. وكلف إصلاح هذا السياج وصيانته، إلى حدود عام 2009 حوالي 6.3 مليارات سنتيم. وفي عام 2011، تم التعاقد مع شركة "Sallen" ب4 مليارات سنتيم للقيام بأعمال الصيانة، وحتى أعمال تنظيف سياجات مليلية كلف 5 مليارات سنتيم عام 2014. كما خصص لتنظيف معبر بني أنصار الحدودي مع المغرب مبلغ 300 مليون سنتيم عام 2015، علاوة على أن اقتناء شبكات مسيجة لوضعها في حدود مليلية كلف حوالي 700 مليون سنتيم.