استبق عبد العزيز أفتاتي أي قرار لهيأة الترشيح في وجدة، وأعلن اعتزاله الانتخابات، ليؤكد بقراره هذا كل التكهنات، التي رجحت عدم ترشحه للانتخابات المقبلة بعدما قضى 3 ولايات تحت قبة الغرفة الأولى. وكما كشف ذلك، في وقت سابق ل"اليوم24″، أصدر أفتاتي وثيقة، أمس الخميس، أسماها "توضيح وأفق وثبات ووحدة ونضال"، شرح فيها الأسباب، التي دفعته إلى الانسحاب من "العمل الانتخابي"، حيث أكد أنها "الأسباب نفسها، التي أطرت الانسحاب من المساهمة في لائحة الحزب لانتخابات شتنبر 2015 الجماعية، ولأسباب أخرى موضوعية، من الوجاهة والأهمية بمكان، فإنني أستصحب الموقف نفسه من أي مهمة انتدابية انتخابية في المستقبل، بما في ذلك استحقاقات أكتوبر 2016". وأضاف أفتاتي أن القرار اتخذه حرصا كذلك على "أعز ما يُطلب" من "حرية الرأي في الموقف والمبادرة، وقطع الطريق على أي تدليس وتلبيس وخلط مُغرض بين مبادرات المناضلين المطلوبة، ومقاربات هيآت ومؤسسات الحزب المعتمدة، والتفرغ للتحصيل والقراءة ودعم نضالات قاعدة الحزب، وأطراف المغرب العميق، وشباب وأطر المستقبل، والمساهمة في تجسير العلاقات مع القوات الإصلاحية، المناهضة للاستبداد والفساد، والعاملة من مختلف مواقعها من أجل الكرامة، والعدالة الاجتماعية، والديمقراطية". وفيما إذا كان قراره هذا مرده هو التخوف من "فيتو" بنكيران والأمانة العامة، كما حدث في الانتخابات الجماعية الماضية، حتى ولو تم اقتراحه في لائحة الترشيح على المستوى المحلي، نفى أفتاتي ذلك، وكشف أن أعضاءً في الأمانة العامة بعد علمهم بهذا القرار، اتصلوا به من أجل التريث قبل اتخاذه. وأضاف أفتاتي أنه "لا بنكيران، ولا غيره يملك أن يرشح أحدا"، وأن هذه المسألة تدخل فيها حيثيات أكبر "من الخزعبلات"، على حد تعبيره. وربط أفتاتي قراره هذا بما أسماه ب"إعادة الانتشار في ساحات النضال"، حيث أبرز أن الطليعة القيادية، التي تناضل اليوم في العدالة والتنمية لم تتشكل في المواقع، بل في الثانويات والجامعات، وهو الأمر، الذي دفعه إلى توجيه رسالة إلى مناضلي حزبه، مفادها أن المواقع الانتخابية محدودة، ولا يمكن للجميع أن يكون فيها. وأوضح أفتاتي، أيضا، أن المواقع لا تصنع المناضلين، وإنما هم من يعطونها قيمة، وأكد أن "اللي دخل شي حاجة خصو ارتب الخروج، وهو يمشي على رجليه، ومرفوع الراس والهامة، وليس على ركبتيه أو يزحف على بطنه، وأنا منتصب القامة أمشي"! وفيما إذا كان هناك هامش للتراجع عن قراره في حالة إصرار مناضلي الحزب على ترشيحه، أكد أفتاتي أنه "اختيار لا رجعة فيه"، وأضاف أنه مستعد للمساهمة في العملية الانتخابية، في إشارة إلى المشاركة في التحضير، والحملات الانتخابية. وفي السياق ذاته، أبرز البرلماني، المثير للجدل، أن الدولة العميقة "خصها تقطع لياس"، وأن تعلم بأن مناضلي العدالة والتنمية هم مناضلو الشعب، وليس مناضي المطارات والطائرات.