يستعد المغرب لاستقبال حوالي 30 مشارك من مختلف دول العالم في المؤتمر 22 للأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية"كوب 22″ في مدينة مراكش ما بين 7 و18 نونبر المقبل. وفي الوقت الذي يبدل فيه المغرب جهودا كبيرة من أجل إنجاح هذه التظاهرة العالمية، انفجرت فضيحة استيراد النفايات الإيطالية بترخيص من الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة حكيمة الحيطي، فما تأثير هذه الفضيحة على "كوب 22″؟ محمد فارس رئيس حزب اليسار الأخضر اعتبر في تصريح لموقع "اليوم 24" أن استيراد النفايات الإيطالية سيكون له تأثير لا محالة على "كوب 22″، خاصة بعد تداول الموضوع من طرف وسائل الإعلام الأجنبية. وأوضح المتحدث أنه بغض النظر عن خطورة النفايات من عدمها فإن استيراد المغرب للنفايات يضر بصورته وينسف ما راكمه منذ انخراطه في مجموعة من الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالحفاظ على البيئة. ويرى فارس أن طريقة التعاطي الحكومي مع الموضوع ستكون حاسمة إما في تخفيف الضرر أو زيادته. واعتبر المتحدث أن الطريقة التي تعاملت بها حكيمة الحيطي مع القضية إلى حد الآن يطبعها نوع من الاستخفاف والتحدي للمجتمع، داعيا إلى اتخاذ إجراءات استعجالية. وخلص المتحدث أن استيراد النفايات الإيطالية سيكون لها تأثير كبير على "كوب 22″، نظرا لكون التظاهرة لن تعرف مشاركة الدول فقط، بل ستكون فرصة للوبي المجتمع المدني الذي لن يتعاطف مع "الحيطي"، على حد تعبيره. من جهته، وصف محمد بنجلون مهندس وخبير في البيئة في اتصال مع موقع "اليوم 24" عملية استيراد النفايات الإيطالية "صفقة مافيوزية". وأكد بنجلون أن صورة المغرب على المستوى العالمي ستضرر بفعل استيراد هذه النفايات، إذ أن الصحافة العالمية لن تتوانى في كشف التناقض بين استضافة المغرب للتظاهرة العالمية "كوب 22" وبين سماحه باستيراد نفايات خطيرة تهدد البيئة وصحة المواطنين. بنجلون اعتبر أن حكيمة الحيطي، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة لم تقدم أي دليل مقنع على عدم خطورة هذه النفايات، محملا إياها مسؤولية الفضيحة إلى جانب "لوبي الإسمنت"، الذي لا يمكنه أن يبرم شيئا إلا تحت غطائها. وحذر المتحدث من خطورة هذه النفايات على البيئة وصحة المواطنين، خاصة وأنها تتحول إلى غازات سامة حين يتم إحراقها تؤثر على صحة الإنسان وعلى الفلاحة. ودعا المتحدث إلى عرض هذه النفايات على مختبر دولي محايد حماية للكشف عما يمكن أن تسبب فيه من أضرار للبيئة وصحة المواطين. مولاي أحمد العراقي، وزير البيئة السابق، اعتبر في تصريح لموقع "اليوم 24" أن الضجة التي أحدثها موضوع استيراد النفايات الإيطالية قد يكون لها تأثير على "كوب 22″ لكون هذه التظاهرة تسير نحو شرعنة العلاقات الدولية الحالية فيما يخص المسألة البيئية، وهي علاقات غير منصفة تماما، فدول الشمال تطلب من دول الجنوب بدل المجهودات الضرورية من دون مقابل". وأوضح المتحدث أن الاتفاقيات الدولية المبرمة الآن بخصوص تصدير واستيراد النفايات الخطيرة غير منصفة، لذلك يجب أن تؤثر ضجة استيراد النفايات الإيطالية على "كوب 22" في اتجاه تغيير المنظور البيئي الحالي غير المنصف. ووصف أحمد العراقي الضجة المثارة حول استيراد النفايات الإيطالية بالمشروعة، "لكن الغلط كل الغلط هو الاهتمام بهذا الحدث وكأنه معزول عن باقي الأحداث" وأضاف المتحدث أن المغرب ارتكب خطئا فادحا باستيراد النفايات الإيطالية، معتبرا الأمر يدخل في استراتجية "سياسة الإغواء" التي ينهجها مع الدول الغربية. ودعا المتحدث المغرب إلى تصحيح الوضع والتركيز على أن تكون مشاركته فاعلة في ال"الكوب 22″ ، متوقعا أن تساهم فضيحة استيراد النفايات الإيطالية في الدفع بالنقاش نحو مزيد من الجدية والتأثير في مجرى الأحداث بعيدا عن المساومة.