لم تكد الشابة سارة كرومي تتجاوز عقدها الثالث بقليل حتى تسلمت مشعل الكتابة العامة ل»يينا هولدينغ»، لتصير بذلك الرقم الثاني في مجموعة ميلود الشعبي. «اليوم24» ترسم ملامح هذه الشابة التي تفوقت في دراستها وفي مسارها حتى الآن، فهل ستنجح كذلك في تدبير مجموعة الشعبي؟ في حفل رسمي نظمته «يينا هولدينغ»، صباح أمس، بمقرها الرئيسي بالدار البيضاء، تسلمت الشابة سارة كرومي مشعل الكتابة العامة للهولندينغ، لتصير بذلك الرقم الثاني في مجموعة الشعبي للمال والأعمال. واستنادا إلى مصادر مقربة من سارة كرومي، فإن الأخيرة تسلمت، صباح أمس، السلط من سابقها أحمد الكرماعي الذي أحيل على التقاعد. وبتعيين سارة كرومي على رأس «يينا هولدينغ»، ينضاف اسم نسائي آخر إلى لائحة النساء الرائدات بالمغرب والقائدات لمجموعات مالية كبرى. سارة كرومي، شابة من مواليد 1980، هي ابنة رجل سياسي معروف بالعاصمة، لكن ابنته البكر اختارت على غرار باقي إخوتها الثلاثة مسارا آخر بعيدا عن عالم السياسة. نشأت سارة كرومي في بيت سياسي، حيث أن والدها هو الحسين كرومي، نائب عمدة مدينة الرباط، والرئيس السابق لبلدية يعقوب المنصور. رجل معروف بتنقلاته وتحركاته في أوساط الهيئات السياسية، حيث بدأ مشواره السياسي بالتجمع الوطني للأحرار، ليحط الرحيل بحزب عبد الله القادري الحزب الوطني الديمقراطي، وبعده انتقل إلى حزب عبد الإله بنكيران في العدالة والتنمية، لكن مقامه بهذا الحزب لم يدم طويلا ليحط الرحال بحزب امحند العنصر، وفي الأخير عاد إلى الأصل ضمن حزب التجمع الوطني للأحرار. سارة، هي الابنة البكر لنائب عمدة الرباط وأخت لثلاث أشقاء، هم على التوالي: سناء كرومي، وكريم وآدام. والآن، هي أم لطفلة لم تتعد السنة من العمر، وهي كما باقي إخوتها، كرست حياتها للتحصيل العلمي، حيث التحقت بجامعة الأخوين بعد أن حصلت على شهادة الباكالوريا بالرباط. وبعد تخرجها، التحقت للعمل بشركة «فيوليا»، غير أن مقامها بالشركة لم يدم طويلا، إذ سرعان ما انتقلت مباشرة إلى أمريكا، حيث التحقت بجامعة Johnson & Wales. وهناك، درست لمدة ثلاث سنوات. مصادر مقربة من سارة كرومي، أسرت ل»اليوم24» بأن «الأخيرة كانت عنصرا بارزا داخل الجامعة الأمريكية، لذلك تم تعيينها بعد انتهاء فترة الدراسة مساعدة للعميد». وأضافت المصادر ذاتها «بقيت في هذه الوظيفة لمدة معينة، غير أنها ارتأت العودة إلى المغرب بعدما حصلت على شهادة عليا». المسيرة العلمية لسارة كرومي، دامت لسبع سنوات بين المغرب وأمريكا، وعند عودتها التحقت بالعمل في إحدى شركات التواصل، غير أن هذه التجربة كانت محدودة، لأنها «لم تعكس طموحاتها»، يقول مصدر مقرب منها. وجاء في بلاغ صحافي أن كرومي خريجة جامعة الأخوين، كما حصلت على ماستر من الجامعة الأمريكية الشهيرة جونسون أند والز تخصص «بيزنس والعلاقات العامة»، وتمكنت خلال دراستها، بفضل ما أظهرته من جدارة أن تتبوأ منصب مساعدة عميد الجامعة. وفي سنة 2009، التحقت سارة كرومي بمجموعة الشعبي، كان ذلك في عز أيام الصراع السياسي الذي قاده والدها، رئيس بلدية يعقوب المنصور آنذاك، رفقة فوزي الشعبي، رئيس مقاطعة السويسي سابقا، مع عمدة الرباط السابق عمر البحراوي. فقد قاد الكرومي والشعبي آنذاك، حملة ضد عمدة الرباط سابقا، وظلا حليفان سياسيان لفترة من الزمن في مواجهة العمدة الحركي آنذاك. أول مهمة شغلتها سارة كرومي كانت مراقبة التدبير بشركة «الكرامة لعين السلطان»، التابعة لمجموعة الشعبي. وأضاف بلاغ المجموعة، أن كرومي سبق لها أن اشتغلت في مؤسسة مشهورة بالرباط كمديرة للتسويق لمدة أربع سنوات، قبل أن تلتحق بمجموعة الشعبي كمديرة لشعبة التدقيق والمراقبة بشركة «الكرامة لعين السلطان». وحسب البلاغ ذاته، فإن تعيين كرومي التي أبرزت كفاءتها طيلة كل هذه المدة، يأتي في إطار سعي «يينا هولدينغ» إلى فتح باب القيادة أمام الكفاءات الشابة، كما يأتي ليكرس فتح الباب أمام العديد من النساء التي يتبوأن مناصب قيادية في المجموعة. حسب مصدر مقرب من سارة كرومي، فإن «ابن الوز ليس دائما عوام»، فالأخيرة لم تهتم يوما بالمجال السياسي الذي يغوص فيه والدها منذ سنين، بحيث لم تنتم يوما لأي حزب من الأحزاب التي انخرط فيها والدها، ولا لجمعية معينة. وكان اهتمامها الوحيد هو المال والأعمال. المصادر ذاتها، أضافت «مسارها بعيد كل البعد عن والدها، وأحيانا لا يفهم حتى كلامها، لأنها متشبعة بالثقافة الأنجلوساكسونية ولا تتحدث إلا الإنجليزية حتى في بيتها».