انتخب ألمانيان من أصول مغربية لأول مرة في مراكز القرار في المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، وذلك في منصبي الأمين العام ونائب الرئيس. ويتعلق الأمر بانتخاب عبد الصمد اليزيدي، رئيس الفرع الولائي للمجلس في ولاية هيسن، أمينا عاما للمجلس الأعلى، وبمحمد خلوق أستاذ العلوم السياسية في جامعة ماربورغ (غرب)، في منصب نائب رئيس المجلس. وأكد اليزيدي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إثر انتخابه أمينا عاما للمجلس، أن وجود مغاربة في مناصب المسؤولية بهذه المؤسسة المهمة قيمة مضافة لمغاربة ألمانيا، بالنظر إلى الدور الريادي، الذي يلعبه المجلس في الدفاع عن حقوق ومصالح الأقلية المسلمة في هذا البلد. وأشار اليزيدي إلى أن الإدارة الجديدة للمجلس ستبذل كل الجهود الممكنة من أجل مواجهة كل أشكال التمييز ضد المسلمين في ألمانيا، وأيضا محاربة الغلو والتطرف الديني وتحسين صورة المسلمين، ومن ضمنهم المغاربة، وترسيخ الإسلام الوسطي المعتدل. من جانبه، اعتبر خلوق أن هذا الاختيار يعكس حضور الجالية المغربية الفعال في مختلف المؤسسات، وتأثيرها المتزايد في ألمانيا، وهو أيضا منعطف جديد للانتقال من العمل على مستوى الولايات إلى العمل على مستوى الاتحاد بالنظر إلى التحديات الجديدة، التي تواجه المسلمين، خصوصا حملة حزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني المتطرف، التي يقودها ضد الإسلام والمسلمين في البلاد. وقال خلوق إن المسؤولية في إدارة المجلس "ستضعنا كمغاربة أمام تحديات داخلية، وأخرى خارجية، تدعونا إلى رفعها من أجل تحسين صورة الجالية المغربية". وخلص خلوق، وهو، أيضا، نائب رئيس رابطة الجمعيات الإسلامية الألمانية بالراين – ماين، إلى أن الجهود ستركز، أيضا على الحوار الدائر حاليا بين المنظمات الإسلامية للاعتراف بالمسلمين كأقليات دينية، وهو ما سيفتح باب الدعم والدفع بعمل المسلمين، مما سيكون له انعكاس إيجابي حتى على مستقبل المغاربة في ألمانيا. يذكر أن المجلس أعاد انتخاب رئيسه، أيمن مازيك، الذي حصل على نسبة 81 في المائة من أصوات أعضاء المجلس ليستمر فترة ثالثة في منصبه لثلاث سنوات. وقال مازيك، البالغ من العمر 47 سنة، في تعليق على إعادة انتخابه، إنه سيواصل التعاون مع الاتحادات والمنظمات الإسلامية الأخرى ومع صناع القرار السياسي في ألمانيا، والاستمرار في تطوير هيكلة المؤسسة لتستجيب للتحديات، التي يواجهها المسلمون.