أظهرت صور وفيديوهات تناقلتها، منذ يوم أمس السبت، بعض المنابر الإعلامية الإسبانية، ومواقع التواصل الاجتماعي كيف أُنقذ أطفال قاصرون مغاربة داخل حاويات كبيرة لنقل متلاشيات الحديد (الخردة) في أحد القوارب بميناء مدينة مليلية المحتلة، قبل خروج القارب بقليل صوب الجزيرة الأيبيرية (إسبانيا). وكشفت صحيفة "لارثون" الإسبانية، الواسعة الانتشار، أن الحرس المدني الإسباني أنقذ، ليلية يوم الخميس- الجمعة، حياة 15 قاصرا مغربيا وصلوا إلى ميناء مليلية، "مدفونين داخل خردة من المعادن المستعملة، كانوا يحاولون الوصول إلى إسبانيا انطلاقا من المغرب". من جهتها، أشارت صحيفة "ألفارو ديجيتال"، إلى الوضع المهين، الذي عثر فيه على الأطفال المغاربة ال15 بعد أن وصلوا في قارب لنقل متلاشيات الحديد إلى مليلية قادمين من الداخل المغربي، إلا أن "سكانير" ترصد "دقات القلب" كشف إمكانية وجود أشخاص بين تلك الكيلوغرمات الثقيلة، والمكدسة من الحديد ومعادن أخرى، ما دفع عناصر الحرس المدني الإسباني إلى تفتيش تلك الحاويات، ليفاجؤوا بالعثور على قاصرين مغاربة في وضع حرج، بل أكثر من ذلك كانوا معرضين لموت محقق بسبب المسافة، التي قضوها داخل تلك الحاويات قبل الوصول إلى ميناء مليلية، والفترة التي توقف فيها القارب قبل المرور بالمكان المخصص "للسكانير" بغية التوجه صوب إسبانيا، علاوة على ثقل وزن تلك المتلاشيات المعدنية، ووجود قطع حديدية ذات رؤوس حادة، إلى جانب إمكانية الاختناق لقلة الأوكسجين.
وأضافت المصادر ذاتها، أيضا، أنه بينما كانت عملية إنقاذ القاصرين المغاربة ال15 جارية، اكتشفت عناصر الأمن الإسبانية المرابطة في ميناء مليلية وجود 58 قاصرا مغربيا آخر غير مصحوبين، تسللوا إلى داخل الميناء بهدف ركوب إحدى السفن المتوجهة صوب الجزيرة الإيبيرية، علما أنها المرة الأولى تقريبا، التي ضُبط فيها هذا العدد الكبير من القاصرين المغاربة، في يوم واحد، داخل ميناء مليلية. وتعليقا على هذا الحدث قال، محمد بن عيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان ل"اليوم 24″: "يطرح الحدث، المتعلق بضبط قاصرين مهاجرين مغاربة داخل شاحنات لنقل متلاشيات الحديد في مليلية المحتلة من طرف الحرس المدني الإسباني أكثر من سؤال، حول مجهودات السلطات الأمنية في الحد من الظاهرة، من خلال عملية المراقبة عبر الحدود، وسياستها في الحد من الظاهرة، التي تصاعدت، أخيرا، بشكل كبير في المدينتين المحتلتين"، في حين لم يضف أي شيء، مؤكدا أن الصور تُغني عن أي تعليق. تجدر الإشارة إلى أن آخر التقارير الإعلامية الإسبانية تتحدث عن وجود أكثر من 600 قاصر مغربي، يتوزعون بين شوارع المدينةالمحتلة (مليلية)، ومختلف مراكز إيواء القاصرين في المدينة.