وصف المغرب اليوم السبت قرار مجلس الأمن الدولي بتمديد مهمة الأممالمتحدة في الصحراء لمدة عام وبأن تستعيد البعثة سريعا كامل مهامها بعدما طردت الرباط أعضاءها المدنيين الشهر الماضي بأنه "انتكاسة صارخة لمناورات" الأممالمتحدة. وجاء في بيان لوزارة الخارجية المغربية أن القرار "يجدد التأكيد على معايير الحل السياسي كما حددها مجلس الأمن منذ 2004 وأوضحها بعبارات عملية سنة 2007." وأضاف أن القرار "يشكل في هذا الصدد انتكاسة صارخة لجميع مناورات الأمانة العامة للأمم المتحدة خاصة تلك التي تم القيام بها خلال زيارة الأمين العام وتلك التي وردت في تقريره الأخير." وتابع "هذه المناورات تهدف إلى تحوير معايير الحل السلمي وإحياء خيارات متجاوزة وإدراج عناصر غير معترف بها من قبل مجلس الأمن." وكان مجلس الأمن قد حسم بصعوبة أمس الجمعة عمل بعثة حفظ السلام الدولية في الصحراء والمعروفة اختصارا باسم (مينورسو) وقرر تمديدها لعام وطالب بأن تستعيد سريعا كامل وظائفها بعدما طرد المغرب أعضاءها المدنيين الشهر الماضي. وجاء رد فعل المغرب بطرد أعضاء البعثة بعد أن تفاقمت الأزمة بينه وبين الأممالمتحدة إثر تصريحات أمينها العام بان كي مون خلال زيارته قبل أكثر من شهر لمخيمات تندوف التي تضم صحراويين على الأراضي الجزائرية واستعمل فيها لفظة "احتلال" لوصف النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو حول الصحراء . ودام الصراع بين الطرفين أكثر من 40 عاما بعد استرجاع المغرب الصحراء إثر انسحاب الاستعمار الإسباني منها في 1975 لتتأسس جبهة البوليساريو بعد ذلك وتطالب بانفصال الإقليم المتنازع حوله. ودعا القرار الذي أعدته الولاياتالمتحدة الأمين العام لإعداد تقرير خلال 90 يوما عن مدى استعادة البعثة. لكل اعضائها. ووافق عشرة من أعضاء المجلس على مشروع القرار أي أكثر بصوت واحد فقط من العدد المطلوب لإصداره مما يعكس الخلاف الذي كان حاصلا ورفض بلدان القرار هما فنزويلا وأوروجواي فيما امتنعت ثلاث دول عن التصويت هي روسيا ونيوزيلندا وأنجولا. وقال المغرب اليوم إن المجلس "يقطع مع جميع محاولات تغيير مهمة المينورسو وتوسيعها لتشمل مهام غير متفق عليها (في إشارة إلى توسيع مهمتها لتشمل مراقبة وضع حقوق الإنسان) وعمليات تتنافى مع الغاية من إحداثها. وفي سياق هذه المهمة الممددة يدعو القرار إلى اضطلاع المينورسو بمهامها بشكل كامل." وأضاف أن "المملكة المغربية ستواصل في إطار الاحترام الكامل للقرارات التي اتخذتها الحوار من أجل التوصل إلى رزنامة من الحلول للأزمة تتيح تخفيف الانزلاقات الخطيرة للأمين العام خلال زيارته للمنطقة وضمان السير الجيد للمينورسو خاصة في مهامها الأساسية المتمثلة في مراقبة وقف إطلاق النار ونزع الألغام في المنطقة العازلة شرقا."