من يعوض أسر قتلى أحداث الشغب التي وقعت السبت الماضي داخل المركب الرياضي محمد الخامس بالدارالبيضاء، عقب انتهاء المباراة التي جمعت الرجاء البيضاوي بشباب الريف الحسيمي؟ جميع الأطراف المسؤولة عن تنظيم المباراة أخلت مسؤوليتها القانونية إزاء أحداث الشغب التي خلفت وفاة مشجعين، واصابة أزيد من 50 شخص، وإتلاف ممتلكات في ملك الدولة والخواص. محمد الجواهري، مدير شركة الدارالبيضاء للتنشيط، المكلفة بالملعب من قبل مجلس المدينة، كشف في اتصال مع "اليوم24″، أن العقد المبرم بين الشركة، بصفتها منتدبة من مجلس المدينة (المالك لملعب مجمع محمد الخامس)، تمنح الترخيص للفرق الرياضية التي تطلب إجراء مباريات داخل الملعب. وبينما يؤكد الجواهري أن العقد المبرم بين الشركة والفريق الرياضي يكون من بين بنوده التأمين على الملعب وعلى المشجعين واللاعبين في حالة إصابتهم بشيء تسبب فيه جزء من الملعب، أما الفريق الرياضي فيؤمن عن المشجعين في حالة تعرضهم إلى إصابات ناتجة عن الشغب، يشدد محمد بودريقة، رئيس المكتب المسير للرجاء البيضاوي، أن فريقه يؤمن على لاعبيه، ومدربه، وباقي أعضائه، أما عدا ذلك، فلا يقع في دائرة مسؤوليته، مشيرا إلى أن أحداث الشغب وقعت بعد ساعة من نهاية المباراة. القانون يقول إن الفريق المنظم للمباراة الذي يحصل على موافقة من مالك الملعب (مجلس المدينة في هذه الحالة)، عليه أن يوفر كل الشروط الضرورية لذلك، حسب تصريح عبد الرحمن البكاوي، الكاتب العام للعصبة الاحترافية لكرة القدم، موضحا في هذا الصدد، أن "الحكم مطالب بالإحجام عن إطلاق صافرة البداية ما لم يتوفر الملعب على سيارة إسعاف مجهزة، قد تصلح في حال وقوع حادث لا قدر الله". من جهته، أكد خبير قانوني، فضل عدم ذكر اسمه، أن تعويض أسر الضحايا مبني على طبيعة العقد المبرم بين الشركة والفريق الرياضي، لافتا الانتباه إلى انه في حالة عدم وجود بند في الاتفاقية يحث على تامين المشجعين، فان الشخص أو الأشخاص المسؤولين عن قتل الضحيتين، هم المطالبين بتعويض ذويهم، مضيفا أن التحقيقات الأمنية هي الكفيلة بتحديد هوية أولئك. ويواصل الأمن تحقيقاته مع 58 شخصا تم اعتقالهم في مشادات داخل ملعب محمد الخامس بعد انتهاء المباراة، وكشف مصدر امني مطلع، أنه يشتبه بأن من بين المعتقلين الثمانية والخمسين، المتورطون في مقتل اثنين من مشجعي فريق الرجاء البيضاوي. ويشار الى أنه تم، صباح اليوم الاثنين، إحالة 53 شخصا على النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية عين السبع في الدارالبيضاء، 43 منهم وجهت إليهم تهمة إحداث الشغب وتعريض الملك العام للإتلاف، فيما وجهت إلى المعتقلين العشرة الذين كان قد تم اعتقالهم قبل بداية المباراة، تهمة إحداث الشغب.