فتح المركز القضائي للدرك الملكي بمراكش تحقيقا في ظروف وملابسات التسمم الغذائي الذي تعرّض له 147 نزيلا بسجن "لوداية" بضواحي المدينة، مساء أول أمس الجمعة، بعد تناولهم "كسكس" خلال وجبة الغداء. وأوضح مصدر مسؤول ل"اليوم 24″، بأن ضحايا التسمم هم من نزلاء 10 غرف بجناح للسجناء المنحدرون من أوساط اجتماعية ضعيفة، والذين لا يزورهم أفراد من عائلاتهم ولا تصلهم منهم أية مساعدات غذائية، والذين يُطلق عليهم في لغة السجن ب "أولاد بنّيكس"، ويعتمدون في تغذيتهم على الوجبات الرسمية المقدمة لهم من إدارة المؤسسة السجنية التي يقضون فيها عقوباتهم. وكان وكيل الملك باستئنافية مراكش قد أمر ببدء التحقيقات في الواقعة، والتي بدأها المركز القضائي التابع للقيادة الجهوية للدرك الملكي بمراكش بالاستماع إلى مدير السجن ومجموعة من الموظفين العاملين به، وبعض السجناء الذين تعرضوا للتسمم، بالإضافة إلى مسئول من الشركة الموردة لتغذية السجن. كما أضافت مصادر ل "اليوم 24″، بأن المندوبية العامة للسجون وإعادة الإدماج، أمرت بتحليل عينة من الوجبة الغذائية التي تناولها النزلاء لدى مختبر معتمد، لمعرفة أسباب إصابتهم بالتسمم، كما أصدرت بلاغا أعلنت فيه عن الواقعة، موضحة بأن فريق طبي مشكل من الطاقم الطبي المنتمي للمؤسسة وأخر تابع للمندوبية الجهوية لوزارة لصحة بجهة مراكشآسفي، تمكن من التدخل في الوقت المناسب وتقديم العلاجات الضرورية والمستعجلة للنزلاء المصابين، موضحاً بأن 142 سجينا تحسنت أوضاعهم الصحية وعادوا إلى غرفهم، بينما لا يزال هناك 5 سجناء آخرين تحت الرعاية الطبية بمصحة المؤسسة، مشيرا إلى أن المندوبية الجهوية لإدارة السجون وإعادة الإدماج قامت بتوفير الوسائل اللوجستية والطبية الضرورية، حال الاضطرار إلى نقل أحد المصابين إلى إحدى المستشفيات التابعة للمركز الاستشفائي الجامعي "محمد السادس" بمدينة مراكش.