ضغط كبير تعاني منه المستشفيات التابعة للمركز الاستشفائي الجامعي "محمد السادس" بمدينة مراكش.هذا ما أكدته الأرقام الذي عرضها مدير المركز،البروفيسور هشام نجمي،خلال ندوة صحافية عقدها،أمس الثلاثاء،بمقر إدارة المستشفى الجامعي.فقد أكد بأن أكثر من 450 ألف مواطن يتوافدون سنويا على هذه المؤسسة الاستشفائية، وهو الرقم الذي قال بأنه يعادل مجموع عدد ساكنة مدينة متوسطة من حجم مدينة سطات مثلا. البروفيسور نجمي أكد بأن طاقما طبيا وتمريضيا، لا يتجاوز عدد أفراده خمسة أشخاص، يشرف على إجراء 80 حالة ولادة يوميا بالمستشفى الجامعي، فضلا عن 15 عملية ولادة قيصرية يوميا. وأضاف نجمي بأن أكثر من 112 ألف مواطن استفادوا من الخدمات الصحية بالمستشفى، خلال النصف الأول من السنة الفارطة، في إطار نظام المساعدة الطبية (راميد)، بينما بلغ عددهم، خلال سنة 2014،158375 مواطنا، موضحا بأن القيمة المالية الإجمالية لهذه الخدمات تجاوز 22 مليار سنتيم، خلال فترة السنة ونصف المذكورة، وهي الفاتورة التي قال بأن إدارة المستشفى الجامعي تغطيها من المنحة السنوية التي تتلقاها من الدولة في إطار اتفاقية الشراكة المبرمة مع وزارة المالية. وأشار إلى أن المواطنين المشمولين بنظام "راميد" استفادوا، خلال سنة 2014، من خدمات صحية نوعية مجانا، تكلف بعضها عادة نحو 20 مليون سنتيم للعملية الجراحية الواحدة، من قبيل إجراء 14 عملية لزرع النخاع العظمي، وعملية واحدة لزرع الكبد،و149 تدخل جراحي على مستوى القلب والشرايين، و75 عملية لقسطرة الأوعية التاجية، وثلاث عمليات لزرع القوقعة، وخمس عمليات لزرع القرنية، و429 حصة للعلاج الإشعاعي،و948 حصة لعلاج القصور الكلوي. وفضلا عن الضغط الكبير، أظهرت الأرقام المعروضة، خلال الندوة، الخصاص الحاد في الموارد البشرية الذي تعاني منه المستشفيات التابعة للمركز (ابن طفيل، ابن النفيس، الرازي، مستشفى الأم والطفل،مستشفى الأنكولوجيا وأمراض الدم). فالمستشفى الجامعي بمراكش لا يتوفر سوى على طبيب جرّاح واحد في طب الأسنان، من أصل 185 طبيبا وأستاذا طبيبا العاملين بالمركز، أما عدد الأطباء النفسانيين فيبلغ بالكاد ثمانية، وعدد المساعدين الإداريين لا يتجاوز الثلاثة. ولمواجهة ضغط المرتفقين والخصاص في الموارد البشرية، وأكد البروفيسور نجمي بأن إدارة المستشفى، تحت إشراف الوزارة الوصية وبتنسيق مع باقي الشركاء والمتدخلين، أطلق العديد من المبادرات،من قبيل الإعلان المرتقب عن مباراة للتوظيف في المصالح الطبية والإدارية التي تعاني من الخصاص في الموارد البشرية، فضلا عن برامج لتطوير كفاءات الموارد العاملة بالمركز، للاستجابة للإقبال المتزايد على خدماته الطبية. وأشار في هذا الصدد إلى رفع الطاقة الاستيعابية للمركز من 962 سريرا، خلال سنة 2013، إلى 1548 سريرا خلال السنة الموالية، ورفع عدد الأجنحة الجراحية من 29 مركبا، في سنة 2013، إلى 51 جناحا خلال سنة 2014. واستعرض البروفسور نجمي مجموعة من المشاريع المنجزة خلال الفترة الأخيرة، كإحداث وحدة للعناية التلطيفية ، وعلاج الآلام الحادة بمستشفى ابن طفيل التابع للمركز الإستشفائي، بشراكة مع مؤسسة "للا سلمى للوقاية و علاج السرطان"، والتي تهدف إلى تخفيف الألم والمعاناة بالنسبة للمرضى المصابين بالسرطان في مراحله الأخيرة، وهي الوحدة المجهزة ب 18 سريرا والتي يشرف عليها طاقم صحي،كما وفرت مؤسسة "للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان" سيارة مجهزة للتنقل لتقديم الإسعافات والعلاجات إلى منازل المرضى الذين يتعذر نقلهم إلى الوحدة. ولفت،أيضا، إلى إحداث مصلحة الإنعاش والتخدير لأمراض النساء والولادة بمستشفى الأم والطفل، ووحدة لجراحة الأورام النسائية بالمستشفى نفسه،ووحدة لجراحة أورام الجهاز الهضمي بمستشفى ابن طفيل،ووحدة للجراحة المتنقلة بالمستشفى نفسه،ووحدة للجراحة التعفنية والعلاج بالأكسجين تحت الضغط،و تهيئة ولوج ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلا عن مشاريع لتأهيل البنيات التحتية بالمستشفيات التابعة للمركز. أما بالنسبة للمشاريع المستقبلية، فقد أشار إلى قرب إحداث مركز لعلاج الرضوض بتامنصورت، وافتتاح الشطر الثاني لمركز الأبحاث السريرية،وافتتاح المصحة النهارية للفحوصات الخارجية، ومصلحة علم الصيدلة والتسممات، فضلا عن تفعيل مخطط تطوير زراعة الأعضاء والأنسجة، وتطوير البحث السريري، ووضع نظام متكامل لتدبير الجودة والمخاطر والمسؤولية الاجتماعية، ووضع تدبير فعال للأدوية، وتطوير التعليم السريري بالوسط الاستشفائي، وتطوير التواصل الداخلي والخارجي، وتحسين جودة وسلامة التكفل بالمرضى.