في ظل الاستعدادات الجارية للانتخابات التشريعية المزمع عقدها في أكتوبر المقبل، حذرت دراسة حديثة من استغلال السياسيين للمرأة وقضاياها في الترويج السياسي، خصوصا خلال الحملات الانتخابية. وحسب دراسة انجزت حول "صورة المرأة في وسائل الإعلام المغربية خلال الحملة الانتخابية الخاصة بالاستحقاقات الجماعية والجهوية"، أشرف عليها الأستاذ في المعهد العالي للإعلام والاتصال عبد الوهاب الرامي، فإن السياسيين المغاربة يميلون في خطابهم لاستعمال المرأة كأداة للتسويق السياسي. ويتجلى هذا الأمر في كون هؤلاء السياسيين " يركزون على التسويق الإيجابي للإنجازات المرتبطة بالمرأة خلال فترة الانتخابات"، وهو الأمر الذي "يطرح إشكال التسويق السياسي عبر المرأة وليس لقضايا المرأة". ولتجاوز ذلك، أوصت الدراسة بتحسيس الصحافيين حول ضرورة "التأكد من أن المستفيد من الخطابات السياسية حول المرأة هي بالدرجة الأولى المرأة نفسها"، وتمكينهم من دليل يرصد الجوانب المهنية والأخلاقية الواجب توفرها لتغطية إيجابية لموضوع المرأة خلال الاستحقاقات الانتخابية. على صعيد آخر، أوضح الرامي أن "الذكورة التي تطبع وسائل الاعلام ليست مرتبطة بذهنية الرجل فقط، فحتى النساء حين يكتبن في قضية المرأة يكتبن بعقلية ذكورية"، حسب ما جاء على لسان الأستاذ الجامعي خلال ندوة تم تخصيصها لتقديم أبرز نتائج الدراسة، اليوم الثلاثاء بالرباط. وأبرز الدراسة أن البرامج السياسية على القنوات المغربية تميل إلى "تقديم المرأة دون ملامح اجتماعية محددة، وإلى توصيفها من خلال جنسها كمرأة فقط"، وهو التعامل الإعلامي الذي يكرس "النظر إليها أساسا كصوت انتخابي فقط"، هذا في الوقت الذي تتوجه فيه وجه وسائل الإعلام نحو "ربط المرأة أكثر بالزوج والأسرة، عكس ما هو الأمر عليه بالنسبة للرجل".