تعيش مدينة فكيك هذه الأيام على صفيح ساخن، بعدما وصل إلى علم الساكنة أن السلطات ستنجز سياجا على الحدود بين المغرب والجزائر، استكمالا للسياج الذي شرعت في إنجازه السلطات منذ سنتين تقريبا على الحدود الشرقية. ورغم أن السلطات لم تبدأ فعليا في إنجاز هذا السياج بمنطقة فكيك، إلا أن المواطنين يحتجون بشكل شبه يومي، حيث تجوب المسيرات عددا من شوارع المدينة. الحراك الشعبي بفكيك، استنفر المسؤولين المحليين، حيث اجتمع أمس رئيس المجلس البلدي مع عامل الإقليم، إلا أن الاجتماع لم ينهِ حالة الاحتقان وسط المواطنين الذين يريدون معرفة جميع المعطيات المحيطة بهذا الموضوع "ما يذكي تخوفات المواطنين هو غياب المعلومة" يقول مصدر مطلع بمجلس المدينة، ووفق المصدر ذاته الذي حضر لقاء العمالة، فإن الأمر يتجاوز العمالة نفسها، التي بدورها لا تتوفر على المعطيات الكاملة المتعلقة بالسياج المزمع إنجازه. في السياق نفسه، قال إبراهيمي محمد، وهو فاعل جمعوي، إن السياج في حال انجازه في الأماكن التي يتم تداولها، من شانه أن يعزل أراضي شاعة عن المواطنين الذين استغلوها منذ عقود، في زراعة المحاصيل الفلاحية، و غرس أشجار النخيل البورية، بل وحتى المناطق التي تستغل في النشاط السياحي كما هو الشأن لجبل "كروز"، وأكد إبراهيمي أيضا أن الساكنة لها تاريخ مع مجموعة من الأراضي التي كانت تستغلها قبل أن تفقدها. وأكد نفس المتحدث أن الجمعيات المدنية المشتغلة على هذا الملف سبق لها أن عقدت لقاء مع الباشا، غير أن النتيجة التي توصل إليها الطرفان هي نفسها النتيجة التي انتهى بها لقاء المنتخبين والسلطة بعمالة الاقليم، وهي غياب المعطيات الكاملة حول هذا الموضوع، وكشف نفس المصدر أن الهيئات المدنية تستعد لتوجيه رسالة إلى وزير الداخلية لعقد لقاء معه، لاستيضاح الأمر منه. تحركات أبناء فكيك، لم تتوقف عند المستوى المحلي، حيث كشف المصدر ذاته أن تحركات مماثلة شهدتها عدد من المدن المغربية التي يقطن فيها المنحدرون من فكيك، خاصة بمدينة وجدة، وحتى خارج البلاد بفرنسا، للوقوف على ملابسات هذا الملف. تجدر الإشارة، إلى أن احتجاجات مشابهة سبق لمجموعة من سكان جماعة "رأس عصفور" (ضواحي وجدة)، أن أقدموا عليها بسبب مسار السياج الذي كان سيعزل أراض لهم قبل أن يتم تدارك الوضع بتدخل من الوالي مهيدية.