النهاري حلّ بالكلية بدعوة من منظمة التجديد الطلابي، الذراع الجامعي لحركة التوحيد والإصلاح، لإلقاء محاضرة داخل أحد المدرجات، وبعد نهاية المحاضرة، أصر الطلبة على أن يلقي النهاري فيهم خطبة الجمعة دون علم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، احمد التوفيق، ولا موافقة وزير التعليم العالي لحسن الداودي، ألقى الداعية الموقوف عن الخطابة في المساجد، عبد الله نهاري، خطبة صلاة الجمعة أول أمس، في قلب الحرم الجامعي لكلية الشريعة بفاس. النهاري حلّ بالكلية بدعوة من منظمة التجديد الطلابي، الذراع الجامعي لحركة التوحيد والإصلاح، لإلقاء محاضرة داخل أحد المدرجات، وبعد نهاية المحاضرة، أصر الطلبة على أن يلقي النهاري فيهم خطبة الجمعة، وهو ما تم في ساحة الكلية، حيث اقتعد الطلبة الأرض وحمل النهاري ميكروفونا وخطب فيهم قبل أن يصلي بهم. مضمون الخطبة التي ألقاها نهاري، كان سياسيا خالصا، حيث زاوج بين سرد أهم محطات السيرة النبوية، وإسقاط تلك المحطات على الواقع، مكررا دعوته للطلبة المنتمين إلى الحركة الإسلامية، لتوحيد صفوفهم والتعبئة من أجل الدعوة إلى الدين. "طهروا نساءنا من العري، طهروا نساءنا من التبرج، طهروا الجامعة من الفسوق، من الخلوة المحرمة، طهروا قاعات الدراسة من الرسائل الغرامية، والكلام الذي يتبادل في حصة الدرس" يقول نهاري في خطبته، مضيفا أن قتل الأجنة يعتبر من المشاريع التي "تحملها على عاتقها جمعيات نسوانية"، متسائلا "أين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الجامعة؟". الداعية المثير للجدل، قال بطريقته الخاصة في الخطابة القائمة على الصراخ والتهويل، إن هناك معركة مرجعية وهوية وثقافة تشن على "الامة الإسلامية"، داعيا الطلبة إلى التصدي لها، ومنذرا إياهم من العذاب الأليم. "عرفتم طبيعة المعركة، وعرفتم أن الحركة هي التي تولد البركة، وعرفتم أن الركود يولد الأمراض، وعرفتم أن جمع الكلمة من أكثر ما يتقرب به الى الله، وعرفتم أن وحدة المصير هو الذي يجعلكم تعملون بجد، والقيادة وإن كانت قليلة تصنع العجائب، ابراهيم عليه السلام كان أمة، ومعاذ بن جبل كان امة، فأين الامم منكم؟". نهاري قال إن كل طالب في الجامعة عليه أن يعتبرنفسه مسؤولا عن الدين، "وإذا كان يستشعر مسؤوليته عن الدين اكثر من مسؤوليته عن نفسه، فإن أول شيء سيفعل هو أنه سيتحرك في الجامعة للدعوة للدين، أي أن تصرخ في آذان الناس، لن يسمعوك في البداية، سيستهزئون بك في البداية، لكن كن مصرا على ان تكرر الكلمة وتعيدها حتى تترسخ وتخرج الكلمة القذرة العلمانية من أرض الجامعة". وخاطب نهاري الشبان الجالسين أمامه قائلا: "أيها الطلبة إني لكم نذير بين يدي عذاب شديد، قلها في الجامعة لمن يعصي الله نهارا جهارا، قلها فلا تكلفك علما ولا جهدا، ولا تعبا، حرك بها لسانك". الداعية المعروف بخطبه النارية، سرد عددا من نماذج القادة الإسلامين الذين قال إنهم قتلوا، من قبيل "حسن البنا الذي أرسله الله على رأس المائة سنة ليجدد امر هذا الدين، وصدر أمر قتله من روما، هو الذي جاء ليبني صرح الدين الصحيح لا إسلام الخليج، لا إسلام طاعة اولي الامر في كل شيء". وبعدما أضاف نهاري قادة آخرين من قبيل رئيس باكستان الأسبق، ضياء الدين، وملك السعودية الراحل، فيصل، والرئيس العراقي السابق صدام حسين، والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، قال نهاري إن "الذين قتلوا من قادتنا ويقتلون، يدخلون في برنامج مشركي قريش، إن تنحية إمام وخطيب من المسجد، يتحلق الشباب من حوله، ويتعلمون أصول الدين الحق، يدخل في هذا الإطار"، في إشارة منه إلى قرار منعه من الخطابة. "إن إشاعة الدين المغشوش بين المسلمين، يدخل في هذا الإطار، إن حملة شرسة من الإعلام الماجن للتبشير بقيم العولمة المنقطعة الصلة بالله، يدخل في هذا الإطار، إنها الحرب الشاملة، حرب الأفكار والمرجعيات والهوية واللغة والعقائد"، يقول نهاري مضيفا أن الرئيس المصري السابق محمد مرسي انقلبوا عليه "لأنه قيادة من نوع جديد لم تألفها الأمة الإسلامية، قال لامريكا لا ووقف أيام ضرب غزة موقفا رجوليا، واجتمع العلماء في عهده واجمعوا على الجهاد في سوريا، مما لا يُغفر له أبدا، ومن قبله أسقطوا الخلافة العثمانية"، واتهم نهاري قادة الاتقلاب في مصر بتبني نفس نهج كفار قريش.