عرفت رحلةُ مهاجر سري مغربي من اليونان إلى إيطاليا، نهاية مأساوية، بعد أن إنتهى جثة هامدة على جنبات احدى الطرق الوطنية، على مشارف مدينة "أنكونا " الإيطالية. الحادث وقع يوم أمس الاحد حوالي الساعة السابعة مساء. وكان الشاب المغربي، قد إختبأ في أسفل شاحنة تركية في رحلة من ميناء باليونان حتى ميناء مدينة "أنكونا "الإيطالية، وعندما نزلت الشاحنة من الباخرة ظل ملتصقا بها، ربما في محاولة للوصول إلى فرنسا، الوِجهة النهائية للشاحنة الكبيرة المحملة بالملابس المصنعة بتركيا، أو لأنه لم يكن يدرك أن الشاحنة غادرت حواجز المراقبة فظل ملتصقا بغية تفادي اعتقاله. وبمجرد زيادة سرعة الشاحنة وابتعادها عن الميناء بكيلومترات قليلة، لم يستطع المهاجر المغربي أن يتحمل قوة الرياح و الطقس البارد، فسقط أرضا لتدهسه الشاحنة بإحدى عجلاتها الخلفية وتقتله. واستطاع أحد السائقين الذين كانوا يمرون بسيارتهم في نفس الطريق إبلاغ الأمن بالواقعة، وبحيثياتها . وبناء على رواية هذا الشاهد ومعلوماته، تمكنت الشرطة من التعرف على الشاحنة، التي سقط منها، وبالتالي إيقافها للتحقيق مع سائقها، الذي يبدو أنه لم يكن يعلم شيئا عن الشاب وعن سقوطه من أسفل شاحنته، إذ واصل طريقه تجاه فرنسا حتى أوقفته دورية أمنية في الطريق السيار. وتمت مرافقة الشاحنة إلى الميناء من جديد، حيث خضعت لتفتيش دقيق لمعرفة محتوياتها، وإن لم يكن هناك مهاجرون سريون آخرون مختبؤون داخلها، لكن تبين أن الضحية كان وحيدا، وساعد الدم العالق بالعجلات الخلفية للشاحنة مأمورية الشرطة في إستكمال حيثيات الحادثة، كما أن تفتيشا لأسفل العربة الكبيرة كشف المكان الذي اختبأ فيه المغربي طيلة الرحلة. وتوفي المهاجر المغربي في الحين، واقتصر تدخل رجال الإسعاف على نقله إلى مستودع الأموات، وكشفت مصادر امنية بأنها عثرت على جواز سفر في جيب المتوفي (م.ر) الذي يبلغ من العمر 22 سنة، وهو ما مكن من تحديد هويته في الحين. وقد أخطرت الشرطة سفارة المغرب بروما وقنصلية المملكة ببولونيا.